* * *
رب المشرقين ورب المغربين (١٧) فبأي آلاء ربكما تكذبان (١٨).
( رب المشرقين ) يعني مشرق الصيف وهو غاية ارتفاع الشمس ، ومشرق الشتاء وهو غاية انحطاط الشمس.
( ورب مغربين ) يعني مغرب الصيف ومغرب الشتاء. وقيل يعني مشرق الشمس ومشرق القمر ومغرب الشمس ومغرب القمر.
وفي الاحتجاج عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه سئل عن هذه الاية فقال عليهالسلام : ان مشرق الشتاء عليحدة ومشرق الصيف عليحدة ، أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها. قال : وأما قوله « رب المشارق والمغارب » فان لها ثلاثمائة وستين برجاً تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر فلا تعود اليه الامن قابل في ذلك اليوم.
* * *
مرج البحرين يلتقيان (١٩) بينهما برزخ لا يبغيان (٢٠) فبأي آلاء ربكما تكذبان (٢١).
( مرج البحرين ) يعنى أرسل البحرين العذب والملح متجاورين متلاقيين لا فصل بين المائين ، لأن من شأنهما الاختلاط ، وهو قوله تعالى ( يلتقيان ) لكن الله تعالى منعهما عما في طبعهما بالبرزخ ، وهو قوله تعالى بينهما ( برزخ ) أي حاجز من قدرة الله تعالى ( لا يبغيان ) أي لا يبغى أحدهما على صاحبه ، وقيل لا يختلطان ولا يتغيران ، وقيل لا يطغيان على الناس بالغرق.
وقيل ( مرج البحرين ) يعني بحر الروم وبحر الهند وأنتم الحاجز بينهما ، وقيل بحر فارس والروم ( بينهما برزخ ) يعنى الجزائر ، وقيل بحر السماء وبحر الأرض ، فان في السماء بحرا مسكه الله تعالى بقدرته ينزل منه المطر فيلتقيان ،