مقدمة
( في اعجاز القرآن )
القرآن العظيم والفرقان الكريم امتاز عن سائر معجزات نبينا المنقذ الأعظم صلىاللهعليهوآله ـ على كثرتها ـ بأنه المعجزة الباقية على مرالدهر وصفحات الأيام ، فهو باق في كل زمان ومكان ، ولايختص بعصر الرسالة كما لا اختصاص له بقرن دون قرن ومكان دون مكان ، ينادي اليوم كما نادى أولا في الجوامع والمجامع التى اجتمعت الانس والجن « على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا » (١).
وتحدى المرسل به صلىاللهعليهوآله ودعا فصحاء العرب من مصفى خطبائها وفحوا شعرائها ، فقال بتعليم الله تعالى له : « فأتوا بسورة من مثله » (٢) « فأتوا بعشر سور مثله مفتريات » (٣) ، فنكصوا على أعقابهم خائبين وظهر عجزهم للعالمين ، واختاروا اللئام على الكلام والقتال على المقال ، لعلمهم بأنه معجز للبشر
__________________
١) سورة الاسراء : ٨٨.
٢) سورة البقرة : ٢٣.
٣) سورة هود : ١٣.