قال : حدّثني أبو سعيد محمّد (١) بن مرداس الدولقي (٢) ، قال : حدّثني (٣) جعفر بن بشر (٤) المكّي ، قال : حدّثنا وكيع ، عن المسعودي ، رفعه إلى سلمان الفارسي رحمهالله : مرّ إبليس لعنه الله بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليهالسلام فوقف أمامهم ، فقال القوم : من الذي وقف أمامنا؟ فقال : أنا أبو مرّة.
فقالوا : يا أبا مرّة ، أما تسمع كلامنا ؟ فقال : سوأة (٥) لكم تسبّون مولاكم علي بن أبي طالب. فقالوا له : من أين علمت أنّه مولانا؟
قال : من قول نبيّكم صلىاللهعليهوآله : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله».
فقالوا له : فأنت من مواليه وشيعته؟ فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكنّي أُحبّه ، وما يبغضه أحد إلاّ شاركته في المال والولد.
فقالوا لـه : يا أبا مـرّة ، فتقول في عليٍّ شيئاً؟ فقال لهم : اسمعوا منّي (٦) معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين ، عبدت الله عزوجل في الجانّ اثني عشر ألف سنة ، فلمّا أهلك الجانّ شكوت إلى الله عزوجل الوحدة فعرج بي إلى السماء الدنيا فعبدت الله في السماء الدنيا اثني عشر ألف سنة أُخرى في جملة الملائكة ، فبينا نحن كذلك نسبّح الله عزوجل ونقدّسه إذ مرّ بنا نور شعشعانيّ ، فخرّت الملائكة لذلك النور سجّداً ، فقالوا : سبّوح قدّوس ، هذا نور ملك مقرّب أو نبي مرسل ، فإذا بالنداء من قِبَل الله تعالى :
__________________
(١) في المطبوع : عمير.
(٢) في المطبوع : الدوانقي.
(٣) في «ن» زيادة : أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي بن العبّاس ، قال : حدّثني.
(٤) في المطبوع : بشير.
(٥) في «ش ، ل» وحاشية «ح» عن نسخة : شوّة ، وفي حاشية «ش ، ن» عن نسخة : سوأة.
(٦) في حاشية «ج ، ل» زيادة : كلامي .