دعبل الخزاعي لدى الرضا عليهالسلام :
في أواسط العشر الأوائل من شهر رمضان سنة (٢٠١ ه) تمّت بيعة الرضا عليهالسلام ، فكانت بقية الشهر كافية لانتشار أخبارها ووصولها إلى دعبل بن علي الخزاعي (١) أينما كان ، بل كانت كافية لوصولها مع كراهة الرضا عليهالسلام لها وعدم رضاه بها. وسائر الوقت إلى أواسط العشر الأوائل من المحرم عام (٢٠٢ ه) كان كافياً لوصوله بقصيدته التائية إلى الرضا عليهالسلام في مرو ، خالية من ذكر العهد ووافية بذكر مصائب عاشوراء الحسين عليهالسلام.
قال عبد الله بن المعتز العباسي (م ٢٩٦ ه) في ترجمة دعبل ـ وهو أقدم ذكر له فيما بأيدينا ـ قال : وهو صاحب القصيدة التائية في آل الرسول ، التي أولها : «مدارس آيات خلت من تلاوة» وهي أشهر من الشمس! فلا حاجة لنا إلى تضمينها ولا تضمين شيء منها (٢) فبذريعة الشهرة تفصّى عن ذكرها! ومعاصره الكشي قال : بلغني أن دعبل الخزاعي وفد إلى أبي الحسن الرضا بخراسان ، فلمّا دخل عليه قال له : إني قد قلت قصيدة (فيكم) وجعلت على نفسي أن لا انشدها أحداً أوّل منك (أي قبلك) فقال : هاتها. فأنشده قصيدته ، فلمّا فرغ من إنشاده قام أبو الحسن ودخل منزله وبعث بخرقة فيها (ستمئة دينار) على يد جارية وقال لها : قولي له : يقول لك مولاي : استعن بهذه على سفرك ، واعذرنا!
__________________
(١) البغدادي في تاريخ بغداد ٨ : ٣٨٥ : عن إسماعيل ابن أخي دعبل : أن اسمه كان عبد الرحمن وإنما دايته رأت فيه دعابة فأرادت تشبيهه بذعبل فقالت : دعبل فغلب عليه! وذعبل كان يضرب به المثل في دعابته.
(٢) طبقات الشعراء : ٢٦٧.