وكانت في مكة تصرخ وتقول : هتك صالح ستري وقتل ولَدي وأخذ مالي وغرّبني عن بلدي وركب الفاحشة مني (١)!
سوابق قيام صاحب الزنج :
قال المسعودي : في سنة (٢٥٢ ه) في خلافة المعتزّ ثارت الفتن بالبصرة بين البلالية والسعدية (من بني تميم) وجرّ ذلك إلى ظهور صاحب الزنج (٢) وهو علي بن محمد بن عبد الرحيم العبدي من عبد قيس بالبصرة ، وكان من حاشية المنتصر في سامراء يمدحهم ويستمنحهم بشعره ، وفي سنة (٢٤٩ ه) شخص من سامرّاء إلى البحرين فادّعى أنّه طالبي علوي حسني ، ورحل إلى الأحساء ثمّ عاد إلى البصرة سنة (٢٥٤ ه) ، ثمّ جمع الزنوج الذين كانوا يكسحون السباخ في جهة البصرة وخرج بهم في (٢٥٥ ه) واستفحل أمره بالاغارة والنهب (٣).
واختزل خبره اليعقوبي قال : وقعت العصبية بين أهل البصرة حتّى أحرق بعضهم منازل آخرين ، وقوى أمر صاحب (الزنج) بالبصرة وصار إلى ابلّة البصرة فخرّبها (٤).
وهنا كان ما نقله الإربلي عن «دلائل الإمامة» للحميري عن محمد بن صالح الخثعمي قال : كتبت إلى أبي محمد العسكري عليهالسلام أسأله عن أشياء وكنت أُريد أن أسأله عن صاحب الزنج الذي خرج بالبصرة ، فنسيت ، فكتب إليّ : «صاحب الزنج ليس من أهل البيت» (٥).
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٤ ولعلّه لذلك ردّها المعتمد!
(٢) مروج الذهب ٤ : ٩٥.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٢٤ و ٢٢٥.
(٤) اليعقوبي ٢ : ٥٠٦.
(٥) كشف الغمة ٤ : ٩٧.