وذكره الشيخ الشوشتري ، ومن سكوت ابن قتيبة وابن النديم والخطيب عن مذهبه استظهر عدم تشيّعه (١). فالحق ما اختاره الطوسي من القول الأول للكشي من ميل الكلبي ومحبّته ، لا التشيع الخاص فلا دليل عليه.
عيسى الجلودي إلى اليمن :
مرّ علينا أنه لما ولّى المأمون الحسن بن سهل على العراق ، كان إبراهيم بن موسى بن جعفر عليهالسلام متغلباً على اليمن ، فوجّه ابن سهل حمدويه بن علي بن ماهان إلى اليمن ، فحاربه إبراهيم بمن معه من اليمن ، ثمّ خرج من اليمن يريد مكة ، ودخل إبراهيم إلى مكة فغلب عليها (٢) وأقام بها إلى أن وجّه المأمون ببيعة الرضا عليهالسلام مع عيسى بن يزيد الجلودي إلى مكة ، فقدم الجلودي ومعه خلعة الخضراء وبيعة الرضا عليهالسلام فخرج إبراهيم فتلقاه ، وبايع الناس للرضا بمكة ولبسوا الأخضر.
واستمال حمدويه بن علي بن ماهان جماعة من أهل اليمن وخلع طاعة المأمون ، وكتب المأمون إلى إبراهيم بن موسى بولايته على اليمن ، فخرج إبراهيم وصار إلى اليمن وصار إلى صنعاء ، فخرج حمدويه إليه وحاربه محاربة شديدة حتى انهزم إبراهيم إلى مكة (٣).
فلمّا تخلّص المأمون من الرضا عليهالسلام ودخل بغداد ، وجّه بعيسى بن يزيد الجلودي عاملاً على اليمن ، وأنفذ معه عبيد الله بن الحسن بن عباس بن علي بن
__________________
(١) قاموس الرجال ١٠ : ٥٦٨ ـ ٥٦٩ برقم ٨٢٣٢.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٤٨.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٤٩.