فردّ أبو محمد عليهالسلام بخطّه وتوقيعه : «ذلك أقصر لعمره! عُدَّ من يومك هذا خمسة أيام ، وفي اليوم السادس يُقتل بعد هوان واستخفاف يمرّ به».
قال الراوي أحمد بن محمد : فكان كما قال عليهالسلام (١).
وإذا كان يظهر من الخبر الآنف الذكر عدم كونه محبوساً ، فلعله في غضون هذه الأيام الخمسة أُعيد إلى الحبس مع أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنت محبوساً مع أبي محمد العسكري عليهالسلام في حبس المهتدي ابن الواثق (ففي آخر ليلة) قال لي أبو محمد : يا أبا هاشم ؛ إنّ هذا الطاغي (المهتدي) أراد أن يتعبّث (بأمر) الله في هذه الليلة (بقتله عليهالسلام)! وقد بتر الله عمره وجعله للقائم من بعده (المعتمد) وليس لي ولد ، وسأُرزق ولداً!
قال أبو هاشم : فلمّا أصبحنا شغب الأتراك على المهتدي فقتلوه ، وولّي المعتمِد مكانه ، وسلّمنا الله تعالى (٢).
سيف المصري والعسكري عليهالسلام :
وقبل أن يُقتل المهتدي ، لقد عُرف من خدّامه ومواليه شفيع الخادم المفادي لأسرى المسلمين لدى الروم عام (٢٥٣ ه) (٣) ويظهر من الخبر التالي أنّه كان على خراج مصر أو ضياعها على عهد المهتدي.
أسند الكليني عن عمر بن أبي مسلم السامرّائي قال : قدم علينا بسامرّاء رجل من أهل مصر يقال له : سيف بن الليث ، يتظلّم إلى المهتدي في ضيعة له قد
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥١٠ ، الحديث ١٦ ، باب مولد العسكري عليهالسلام.
(٢) إثبات الوصية : ٢١٥ ، وكتاب الغيبة للطوسي : ٢٠٥ ، الحديث ١٧٣ و ٢٢٣ و ١٨٧ مكرراً.
(٣) التنبيه والإشراف : ١٦٣.