الشيعة في أمانته ولم يرتابوا في عدالته. كانت التوقيعات تخرج إلى الشيعة في المهمات على يده طول حياته ، بالخطّ الذي كانت تخرج في حياة أبيه ، لا يعرف الشيعة في هذا الأمر غيره ، ولا ترجع إلى أحد سواه.
وظهرت على يده معجزات الإمام ، ونُقلت عنه دلائل كثيرة ، وأُمور أخبرهم بها عنه ، زادتهم بصيرة في هذا الأمر هي مشهورة عند الشيعة (١).
ولوكالته مع أبيه منذ العسكري عليهالسلام قال سبطه هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب : أنه كان يتولّى هذا الأمر نحواً من خمسين سنة! يحمل الناس إليه أموالهم ، وهو يُخرج إليهم التوقيعات بخط العسكري عليهالسلام في المهمات من أمر الدنيا والدين ، وفي ما يسألونه من المسائل ، بالأجوبة العجيبة ، ثمّ بالخطّ الذي كان يخرج في حياة العسكري عليهالسلام ، حتى توفي في سنة (٣٠٤ ه) وقال أبو غالب الزراري في آخر جمادى الأُولى سنة (٣٠٥ ه) (٢).
وستأتي أخبار وفاته واستخلافه حينها الحسين بن روح النوبختي في حوادث عام (٣٠٥ ه).
حوادث الخمسين عاماً :
بعد أن مرّ ذكر خبر موقف المعتمد العباسي في أحداث وفاة العسكري عليهالسلام في (٢٦٠ ه) انصرفنا عن استعراض الأحداث السياسية إلى أخبار السفيرين الأولين في عهد الغيبة الصغرى ، فأرى هنا أن أعود إلى استعراض الأحداث السياسية :
__________________
(١) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٦٢ ، الحديث ٣٢٧.
(٢) كتاب الغيبة للطوسي : ٣٦٦ ، الحديث ٣٣٤.