وعلم بذلك رفقتي فسبقني الخبر إلى الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة ، فدفعت إليه الكتاب فقبّله ووضعه على عينيه وقال لي : ما حاجتك؟ فقلت : خراج عليّ في ديوانك! قال : فأمر بطرحه عنّي وقال لي : لا تؤدّ خراجاً مادام لي عمل! ثمّ سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلاً. فما أديت في عمله خراجاً ما دام حياً ولا قطع عني صلته حتى مات (١).
ثورة محمد بن القاسم العلوي الزيدي :
أبو جعفر محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي عليهمالسلام ، العلوي الزيدي الجارودي (٢) وكان متديناً متفقّهاً. أسند الأُموي الزيدي عن إبراهيم بن عبد الله العطار الكوفي الزيدي قال :
كان محمد بن القاسم قد خرج إلى ناحية الرَّقة وناحية الروز ومعه جماعة من وجوه الزيدية منهم عبّاد بن يعقوب الرواجني ويحيى بن الحسن بن الفرات ، فسمعوه يتكلّم بشيء من مذهب المعتزلة فتفرقوا عنه جميعاً.
وبقينا نحن معه من الكوفيين بضعة عشر رجلاً ، فخرجنا إلى مرو ، وأنزلناه في رستاق من رساتيق مرو وأهله شيعة كلهم ، فأَحلّوه في قلعة في جبلٍ حريز ، وتفرّقنا في الناس ندعوهم إليه ، فلم نلبث إلّايسيراً حتى استجاب له أربعون ألفاً! أخذنا عليهم البيعة.
__________________
(١) فروع الكافي ٥ : ١١١ ، الحديث ٦.
(٢) نسبة إلى أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي من أتباع زيد ، ولكنه كان يقول بكفر الصحابة بتركهم بيعة علي عليهالسلام مع أنه كان يقول بإمامته بالوصف من الرسول دون الاسم. انظر فرق الشيعة ، والمقالات والفرق.