ولما وصل إلى الأهواز ، كان أبو هاشم الجعفري في قرية ايذج (ايذه) قال : فلمّا سمعت به سرت إليه وانتسبت له ، وكان في القيظ مريضاً فقال لي : ابغني طبيباً فأتيت بطبيب ، فقال له الرضا عليهالسلام : ابغ لي قصب السكّر! فقال الطبيب : ما هذا بزمانه! فقال له الرضا عليهالسلام وأشار إليّ : هذا معك فامضيا إلى شاد روان الماء واعبراه فيرفع لكم جوخانه (محل الشعير / البيدر) فاقصداه فستجدان فيه رجلاً أسود فقولا له : أين منبت قصب السكر. ثمّ قال لي : يا أبا هاشم! دونك القوم.
قال أبو هاشم : فقمت مع الطبيب وإذا الجوخانة والرجل الأسود ، فسألناه فأومأ إلى ورائه فإذا فيه قصب السكر فأخذنا منه حاجتنا ورجعنا إلى الجوخانة فلم نر فيه صاحبه ، فرجعنا إلى الرضا. فحمد الله فقال لي الطبيب : هل عند هذا شيء من أقاليد النبوة! قلت : نعم وقد شهدت بعضها ، وليس بنبيّ. فقال : فهو وصي نبيّ؟ قلت : أمّا هذا فنعم.
وبلغ هذا إلى رجاء ابن أبي الضحاك فقال لأصحابه : لئن أقام هذا بعد هذا لتُمدنّ إليه الرقاب! فارتحل به من الأهواز على فارس (١).
أبو الصلت والمأمون والرضا عليهالسلام :
فُتحت هراة عام (٣٣ ه) (٢) ومن نسل سبيها أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة الهروي مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي العبشمي. ولد في المدينة وسمع الحديث من أبي معاوية الضرير وجعفر بن سليمان وحماد بن زيد وشريك بن عبد الله العامري وعبّاد بن العوّام وعبد الرزاق بن همّام
__________________
(١) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٦١ ، الحديث ٤.
(٢) تاريخ خليفة : ٩٧ ، وتاريخ الطبري ٤ : ٣١٦.