قال نصر : وورد عليَّ نعي الحاجز (في تلك الأيام ، فأخبرته) فجزع من ذلك جزعاً شديداً واغتمّ ، فقلت له : ولم تغتمّ وتجزع وقد منَّ الله عليك بدلالتين : قد أخبرك بمبلغ المال ، وقد نعى إليك الحاجز مبتدئاً (١)! محوّلاً له على محمد بن جعفر الأسدي بالريّ وليس الأسدي العَمريّ في بغداد!
ويظهر من الخبر التالي : أنّ الدار عادت إلى يد الجدّة أُم العسكري عليهالسلام :
أسند الصدوق عن جعفر بن عمرو قال : خرجت ومعي جماعة إلى سامرّاء وأُم أبي محمد عليهالسلام في الحياة ، فكتبوا أسماءهم يستأذنونهم لزيارة المرقدين ، وقلت لهم : أما أنا فلا أستأذن فلا تُثبتوا اسمي ، فتركوا اسمي. فخرج إلينا : ادخلوا ومن أبى أن يستأذن (٢)!
ويظهر من الخبر التالي : أنها بقيت في الحياة بعد ابنها العسكري عليهالسلام بأكثر من عشرين عاماً ، وأنّ الشيعة كانوا يفزعون إليها بوصية حفيدها المهدي عليهالسلام تستّراً عليه : ذلك ما قالته حليمة أو حكيمة أو خديجة بنت الجواد وأُخت الهادي عليهماالسلام في سنة (٢٨٢ ه) بالمدينة لأحمد بن إبراهيم ، قال : فقلت لها : أقتدي بمن وصيته إلى امرأة! فقالت : كما أنّ الحسين بن علي عليهماالسلام أوصى إلى أُخته زينب بنت علي في الظاهر ، فكان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم يُنسب إلى زينب بنت علي تستّراً على علي بن الحسين (٣).
الأسدي العَمري الأب والابن :
الأب : الشيخ أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي العَمري ، وابنه الشيخ
__________________
(١) كمال الدين : ٤٨٨ ، الحديث ٩.
(٢) كمال الدين : ٤٩٨ ، الحديث ٢١.
(٣) كمال الدين : ٥٠١ ، الحديث ٢٧ و ٥٠٧ ، الحديث ٣٦.