ولم يعرضوا لهم ، وولّوا على الكوفة من أهلها الفضل بن محمّد الكندي! ثمّ ولّوها غسّان بن أبي الفرج فظفر بأبي عبد الله أخي أبي السرايا فقتله.
وكان الحسن بن سهل انزاح بقواته إلى واسط ، فأمر إبراهيم العباسي جنده أن يجتمعوا إلى واسط لقتال سهل ، فخرجوا إليهم يوم السبت لأربع بقين من رجب سنة (٢٠٢ ه) فاقتتلوا قتالاً شديداً إلى الزوال ثمّ وقعت الهزيمة على قوّات عيسى وأصحاب إبراهيم العباسي فانهزموا حتّى بلغوا النيل وطرفايا ، وغنم أصحاب الحسن بن سهل كل ما كان في عسكرهم من سلاح ودواب.
فلمّا صارت الهزيمة على أصحاب عيسى بن محمّد وجند إبراهيم العباسي دخلوا بغداد فعدوا على سهل بن سلامة الأنصاري الخراساني ، لأنّه كان يذكرهم بأسوأ أعمالهم وفعالهم ويسميهم الفسّاق! فقاتلوه أياماً حتّى هزموه يوم السبت لخمس بقين من شعبان ، فاختفى ثمّ أخذوه وحبسوه (١).
ونقل الصدوق عن كتاب (أخبار خراسان) للحسين بن أحمد السلامي قال : لما بلغ خبر الرضا عليهالسلام إلى العباسيين ببغداد ساءهم ذلك ، فبايعوا إبراهيم بن المهدي العباسي بالخلافة! وفيه قال دعبل بن علي الخزاعي :
يا معشر الأجناد لا تقنطوا |
|
خذوا عطاياكم ولا تسخطوا |
فسوف يعطيكم حُنينيةً |
|
يلذّها الأمرد والأشمط |
وبالمُعيديات لقوادكم |
|
لا تُدخل الكيس ولا تُربط |
وهكذا يرزق أصحابه |
|
خليفة مُصحفه البربط |
قال : وذلك أن إبراهيم بن المهدي كان مولعاً بضرب العود منهمكاً في الشرب (٢)! والآن إلى تائية دعبل.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ٥٥٩ ـ ٥٦٣.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٩٥ ، ١٦٦ وفي الكتاب : مؤلفاً ، تصحيف.