أخرجوا معهم العسكري عليهالسلام. وكان وفد من شيعته من أهل الأهواز قد وفدوا إليه إلى سامراء وصادف وصولهم خروج الإمام عليهالسلام مع موكب المعتمد للموفّق.
فروى الحسن بن سهل النوبختي عن علي بن محمد بن الحسن قال : وافت جماعة من أصحابنا من الأهواز وخرج السلطان إلى صاحب البصرة (!) وخرج أبو محمد عليهالسلام ماضياً معه ، وخرجنا نريد النظر إليه فنظرنا إليه ماضياً مع السلطان ، وقعدنا ننتظر رجوعه. وكان عليه قلنسوة ، فلما قرب منا وحاذانا مدّ يده إلى قلنسوته فأخذها عن رأسه وأمسكها بيده وأمرّ يده الأُخرى على رأسه والتفت إلى رجل منا وضحك في وجهه! فبادر الرجل يقول : أشهد أنك حجة الله وخيرته!
فقلنا له : ما شأنك؟ قال : كنت شاكاً فيه فقلت في نفسي : إن رجع وأخذ قلنسوته عن رأسه قلت بإمامته (١).
العسكري عليهالسلام والطالبيون في سجن المعتمد :
نقل الطبرسي عن ابن عياش قال : كان المعتز حبس أبا محمد العسكري عليهالسلام مع عدة من الطالبيين منهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري في سنة (٢٥٨ ه) (٢) والمعتز إنما كان إلى (٢٥٥ ه) ثمّ المهتدي إلى (٢٥٦ ه) ثمّ المعتمد. فالظاهر أنّ المعتز هنا مصحف عن المعتمد. قال ابن عياش ذلك معلّقاً به على خبر رواه وظاهره أنّ العسكري عليهالسلام حينئذ كان خارج السجن وليس معه :
أسند الخبر عن أبي هاشم نفسه قال : شكوت إلى أبي محمد عليهالسلام ضيق الحبس وثقل القيد! فكتب إليّ : «تصلّي الظهر اليوم في منزلك» فلمّا صار الظهر
__________________
(١) إثبات الوصية : ٢٤٦ وعيون المعجزات : ١٣٩ والخرائج والجرائح ١ : ٤٤٤ الحديث ٢٦ وكشف الغمة ٤ : ٩٨ عن دلائل الإمامة للحميري.
(٢) إعلام الورى ٢ : ١٤٠.