آخر أمر المعتضد :
كانت له رغبة في البناء حتى أنه بنى قصراً بطول ثلاثة فراسخ (/ ١٥ كم) وسمّاه الثريا وأنفق عليه أربعمئة ألف دينار (١) وكانت له عمارة سمّاها البحيرة صرف عليها ستين ألف دينار ، يخلو فيها مع جواريه ومنهنّ خصّيصته دريرة (٢).
وكان له قصر آخر يعرف بالحسنى ، وفيه لأربع ساعات خلت من ليلة الثامن من ربيع الآخر سنة (٢٨٩ ه) اعترته غشية فوقع للموت ، وهو على ما به من الحال ضجّ غلمانه عند وزيره القاسم بن عبيد الله فأطلق لهم عطاءهم ، فلمّا فهم المعتضد ذلك همهم في سكرته ، وقدم الطبيب ليجسّ نبضه وهو على ما به من سكرات الموت ، فأنف من ذلك وركله برجله ، ومات هو من ساعته ، فدفن بدار الرخام في الجانب الغربي من بغداد ، وهي دار محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي (مولاهم) وكان قد أوصى بذلك (٣).
وكان له (٤٧) سنة ، نحيفاً متوسطاً ، خفيف العارضين يخضب بالسواد (٤).
وأبناؤه هارون وجعفر وعليّ المكتفي وهو وليّ عهده (٥) وله أكثر من عشرة بنات.
وكان أبوه الموفّق قد اختار لتعليم المعتضد أحد فلاسفة الإسلام أحمد بن محمد السرَخسي ، وكانت له تآليف جليلة في علوم كثيرة من علوم القدماء
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١٤٥.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٤.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١٨٤ و ١٨٥.
(٤) التنبيه والإشراف : ٣٢٠.
(٥) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٣٧.