فصدّقوه ، ثمّ نهض القوم .. وانصرفوا وهم أغنياء بالعطايا والجوائز ، وأمر المأمون بالصدقة على كافّة المساكين .. وأخذ يكرم أبا جعفر عليهالسلام ويعظم قدره ويؤثره على ولده وجماعة أهل بيته (١) وفيه جعل الجوائز والعطايا في آخر الخبر ، وذكرت ما انفرد به دون المكرّر فيهما ، فلو كان «الاختصاص» منه أيضاً فمعناه أنه فيه اكتفى بخبر القمي في تفسيره ، وفي «الإرشاد» رجّح الأشمل والأكمل. وكل ذلك كان عقداً ، والزفاف سيأتي في سنة (٢١٥ ه) (٢).
عودة الإمام من مدينة السلام :
عاد الجواد عليهالسلام من بغداد إلى المدينة ، بلا زفاف فليست معه أُم الفضل ، وذلك وقبيل الغروب ومعه الناس يشايعونه ، وعند مغيب الشمس انتهى إلى المسجد عند دار المسيّب في شارع باب الكوفة ، فأوقف القافلة ونزل عند المسجد ليصلي فيه المغرب ، ودخل صحن المسجد وكانت فيه شجرة سدرة لم تحمل نبقاً بعد ، ودعا بماء فتوضأ عند السدرة.
ثمّ دخل وتقدّم فصلّى بالناس صلاة المغرب ، فقرأ في الأُولى منها الحمد و «إذا جاء نصر الله» وقرأ في الثانية الحمد و «قل هو الله أحد» وقنت قبل ركوعه فيها. ثمّ صلّى النوافل أربع ركعات ثمّ عقّب بعدها ثمّ سجد سجدتي الشكر! وخرج ، فرأى الناس أنّ السدرة قد حملت وقطفوا من نبقها فكان حلواً لا عُجم له (٣) وصلاة الجماعة العامة تؤيد كون عمر الإمام عليهالسلام (١٦) عاماً كما مرّ عن الطبري الإمامي.
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢٨٦ ـ ٢٨٨ عن القمي عن الريان بن شبيب خال المعتصم.
(٢) الطبري ٨ : ٦٢٣.
(٣) الإرشاد ٢ : ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ويلاحظ إتمام السور والقنوت والنوافل والتفريق بين الصلاتين.