الحُجة والجدّة إلى الحج :
روى محمد بن الحسن الصفّار القمي (٢٧٩ ه) أنّ أبا محمد العسكري عليهالسلام ذات يوم من أيام سنة (٢٥٩ ه) أحضر والدته السيّدة سليل وقال لها : في سنة ستين ومئتين (٢٦٠ ه) تصيبني حزازة أخاف أن انكب منها نكبة!
فأخذها البكاء وأظهرت الجزع فقال لها : لابدّ من وقوع أمر الله ، فلا تجزعي (١) ثمّ أمرها بالحجّ في سنة (٢٥٩ ه) مع الصاحب عليهالسلام. وأحضره وأوصى إليه وسلّم إليه الاسم الأعظم والسلاح والمواريث.
ثمّ أحضر أبا علي أحمدَ بن محمد بن مطهّر ووكّله وولّاه قافلتهم إلى الحج ، فخرجت أُم أبي محمد مع الصاحب عليهالسلام جميعاً إلى مكة ، والوكيل عليهم والمتولي لأُمورهم أبو علي ابن المطهر.
فلمّا وصلوا إلى بعض المنازل لقيتهم قوافل من الأعراب ، فعرّفوهم بقلة الماء وشدة الخوف ، فانصرف أكثر الحجاج عن الحج لتلك السنة (٢).
ويظهر من الخبر اللاحق أنّ ذلك كان بالقادسية من العراق إلى صحراء الحجاز :
أسند الكليني عن ابن مطهّر أنّه في سنة القادسية كتب منها إلى أبي محمد العسكري عليهالسلام يُعلمه انصراف الناس عن الحج وأنهم يخافون العطش! فكتب إليه بجوابه : «امضوا فلا خوف عليكم إن شاء الله» فمضوا سالمين ، والحمد لله رب العالمين (٣).
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٤٨٢ ، الحديث ٨.
(٢) إثبات الوصية للمسعودي : ٢٤٨ وعن عيون المعجزات في بحار الأنوار ٥٠ : ٣٣٦ ، الحديث ١٣ ، وانظر ترجمته في قاموس الرجال ١ : ٦٤٦ برقم ٥٨٢.
(٣) أُصول الكافي ١ : ٥٠٧ ، ٥٠٨ ، الحديث ٦ ، باب مولد العسكري عليهالسلام.