وإني لأزهى كلبهم عنك رغبة |
|
لأنك ذو ذنب وليس له ذنب! |
وهمّك تركيّ عليه مهانة |
|
فأنت له أُمٌّ وأنت له أبُّ! |
لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم |
|
وصيف وأُشناس ، وقد عظم الخطبُ |
وإني لأرجو أن ترى من مغيبها |
|
مطالع شمس قد يَغَصَّ بها الشِرب (١) |
المعتصم وبابك الخرّمي :
كان خروج بابك في خلافة المأمون سنة (٢٠٠ ه) أو (٢٠١ ه) في أتباع صاحبه جاودان بن شهرك الخرّمي ، في جبال البدين من بلاد آذربايجان (٢) وهزم عدّة من جيوش السلطان وقتل جماعة من قوّادها ، واجتمع إليه قُطّاع الطرق وأصحاب الفتن فتكاثفت جموعه حتّى بلغ فرسانه عشرين ألفاً سوى الرَجّالة! فكان جنوده لا يتركون رجلاً ولا امرأة ولا صبياً ولا طفلاً مسلماً أو ذمياً إلّاقتلوه وقطّعوه! واحصي عدد قتلاهم فكانوا مئتين وخمسة وخمسين ألفاً وخمسمئة إنسان! فاستعظمه الناس وداخلهم منه رعب شديد وهول عظيم (٣).
وشايعه عصمت الكردي صاحب مرند ، ومحمد البعيث المبعوث لقتاله! فأرسل المعتصم لقتاله طاهر بن إبراهيم أخا إسحاق بن إبراهيم الخزاعي (مولاهم) عامل بغداد ، وأمره بمحاربة القوم.
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣٩٤ ، عن الأغاني ١٨ : ١٠ ، ودعبل في الأخير يترجّى قيام قائم من آل محمد صلىاللهعليهوآله.
(٢) التنبيه والإشراف : ٣٠٥ ، ٣٠٦.
(٣) مختصر تاريخ الدول : ١٣٩.