فلمّا قدمت بغداد سمعت الهائعة فسألت عن الخبر فقالوا : سقط حمام البريد بقتل جعفر المتوكل! فقلت : إلهي ليلة بليلة (١)! فرجوعه عن الحج طال به تسعة أشهر إلى رمضان؟
فشتم عليّ وهدم الحسين! |
|
أثرن الوليدَ لقتل أبيه |
ونقل الإصفهاني عن الأشناني : أنّه خرج مع رجل من العطّارين من الكوفة إلى نواحي «الغاضرية» قال : ثمّ خرجنا منها نصف الليل حتّى مررنا بين مَسلحتين وهم نيام ، وكان على القبر «صندوق» فكانوا قد قلعوه وأحرقوه وأجروا الماء عليه فانخسف موضع اللبن وكان كالخندق! فأكببنا عليه وشممنا منه رائحةً ما شممت مثلها قط فقلت للعطار الذي كان معي : ما هذه الرائحة؟ قال : لا والله ما مثلها شيء من العطر! فزرناه وجعلنا حول قبره علامات بعدة مواضع. فلمّا قُتل المتوكل اجتمعنا مع جمع من الطالبيين والشيعة وصرنا إلى العلامات على القبر فأعدناه إلى ما كان عليه (٢).
بعض وكلاء الهادي عليهالسلام :
مرّ خبر عن وكيل له عليهالسلام هو علي بن جعفر البرمكي البغدادي الهُماني الذي حبسه المتوكل في سامرّاء ثمّ أطلقه فأمره الهادي عليهالسلام بالحج إلى مكة ومجاورتها.
وكان من وكلاء الهادي عليهالسلام أيضاً فارس بن حاتِم القزويني ، وانحرف فجعل يأخذ من الشيعة أموالهم للإمام ويريهم رقاعاً وتوقيعات بوصولها إليه ، ثمّ يتبيّن عدم وصولها ، فتبرّأ الإمام منه.
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٢٨ و ٣٢٩ ، الحديث ١٠٣ و ١٠٤ ، المجلس ١١ وذكر الأبيات السيوطي قال : فتألّم المسلمون من ذلك وهجاه الشعراء ، فمما قيل في ذلك ... ولم يعيّن لمن؟
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٩٦.