وكنت أصوم ، وذات يوم وجدت ضعفاً ، وكانت عندي كعكة فذهبت إلى بيت آخر وأفطرت بالكعكة وما شعر بي والله أحد! ثمّ عدت فجلست إليه ، وكان غلامه معه فقال له : أطعم أبا هاشم شيئاً فإنه مفطر! فتبسّمت! فقال لي : ما يُضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوة فكل اللحم وأمّا الكعك فلا قوة فيه! فقلت له : صدق الله ورسوله وأنتم ، عليكم السلام. ثمّ قال لي : أفطر ثلاثة أيام ، فإنّ المُنّة (القوة) لا ترجع إذا أنهكها الصوم في أقل من ثلاث.
وسأله غلامه يوماً قال له : يا سيدي أحمل فطورك؟ قال : احمل ، وما أحسبني آكل منه.
فحمل إليه الطعام ظهراً ، وكان صائماً فلم يأكل ، وعند العصر أُطلق ، فقال لنا : كلوا منه هنّأكم الله (١).
غضب المهتدي وآخر أمره :
ولم يُذكر لنا لماذا غضب المهتدي على أبي المهدي خاصّة والعلويين عامة ، فبلغ الناس ذلك وأنّه تهدّدهم يقول : والله لأُجلينّهم من جديد الأرض! وقبل أن ينفّذ ذلك انشغل عنهم بقتل بعض مواليه ، فكأنه فرح بذلك بعض موالي العسكري عليهالسلام فكتب إليه منهم أحمد بن محمد قال : حين أخذ المهتدي في قتل الموالي كتبت إلى أبي محمد عليهالسلام : يا سيدي ؛ الحمد لله الذي شغله عنّا (وعنك) فقد بلغني أنّه يتهدّدك يقول : والله لأُجلينّهم من جديد الأرض!
__________________
(١) إعلام الورى ٢ : ١٤٠ ، ١٤١ عن كتاب أحمد بن محمد بن عياش مسنداً. وأسند صدر الخبر الطوسي في الغيبة : ٢٢٧ ، الحديث ١٩٤ وفيه سمّى أربعة أشخاص وقال : ممن حُبس بسبب قتل عبد الله بن اترجة العباسي. وهو قُتل قبل قتل المعتز بعشرة أيام!