وهو عن الخصيبي وقال : يردّه أخبار كثيرة في كون الحجة عليهالسلام ابن أمة وكان يعلمه حتى بنو مروان. وذكر نماذج منها (١).
فإذا تجاوزنا هذا النقل ـ وليس خبراً ولا قولاً مختاراً ـ بقيت بأيدينا ثلاثة أخبار تتفق في أنها كانت جارية في بيت اخت الهادي عليهالسلام (حكيمة بنت الجواد عليهالسلام) فزوّجته الحسن العسكري بأمر أبيه الهادي عليهماالسلام ، ويبدو لي أنّ ذلك كان بعد وفاة محمد بن الهادي عليهالسلام في سنة (٢٥٢ ه) كما مرّ ، في الفترة بينها وبين وفاة الهادي عليهالسلام في (٢٥٤ ه) كما يأتي.
وأقدم ما بأيدينا من هذه الأخبار ما جاء في «إثبات الوصية» قال : روى لنا الثقات من مشايخنا : أنّ بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد عليهالسلام كانت لها جارية تسمى نرجس ربّتها في بيتها حتى كبرت ، وجاء يوماً الحسن بن علي العسكري لزيارة عمّته فكأنما رأت عمّته منه التفاتة إلى نرجس فسألته : أراك تنظر إليها؟ فقال عليهالسلام : إني إنما نظرت إليها متعجباً! فإنّ المولود الكريم على الله جلّ وعلا سيكون منها! ثمّ طلب منها أن تستأذن أباه لتدفعها إليه. فاستأذنته فأمرها بذلك ففعلته (٢) مما يكشف عن كون أمرها إلى أبي الحسن عليهالسلام.
والظاهر أنه إلى هذا أشار الحسين بن عبد الوهاب إذ قال : قرأت في كتب كثيرة بروايات صحيحة كثيرة : أنّه كانت لحكيمة بنت أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام جارية في بيتها تسمى نرجس ربّتها حتّى كبرت ، فدخل أبومحمد الحسن ونظر إليها ، فسألته عمّته حكيمة : يا سيدي! أراك تنظر إليها! فقال عليهالسلام : إني نظرت إليها متعجباً .. (٣).
__________________
(١) قاموس الرجال ١٢ : ٦١ و ٦٢.
(٢) إثبات الوصية : ٢١٨.
(٣) عيون المعجزات : ١٣٨.