اللفظ منه؟! فقلت له : والله سمعته يقول ذلك! فقال لي : اعلم أنّ المتوكل لا يبقى على مملكته أكثر من ثلاثة أيام ، فانظر في أمرك وأحرز ما تريد إحرازه وتأهَّبْ لأمرك ، لا يفجأوكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث أو سبب يجري ، فإنه لا يجوز أن يبطل قول الإمام!
قال زُرافة : فلمّا كانت الليلة الرابعة هجم المنتصر ومعه بُغا ووصيف والأتراك على المتوكل ، فقتلوه وقطّعوه والفتح ابن الخاقان جميعاً قطعاً حتى لم يُعرف أحدهما من الآخر (١)!
والراجح ما في «الخرائج والجرائح» عن زُرافة قال : أراد المتوكل أن يمشّى علي بن محمد بن الرضا «يوم السلام» فقال له وزيره (؟) إنّ في هذا شناعةً عليك وسوء قالة! قال : لابدّ من هذا! قال : فإن لم يكن بدّ من هذا فتقدّم بأن يمشي القواد والأشراف كلّهم حتى لا يظن أحد أنك قصدته دون غيره! ففعل ومشى. وكان الصيف (وكأنه كانت البداية والنهاية من قصر المتوكل واليه) فوافى الدهليز وقد عرق. قال : فلقيته فأجلسته في الدهليز وأخرجت منديلاً فمسحت وجهه به وقلت له : إنّ ابن عمك (المتوكل) لم يقصدك دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك!
فقال لي : إيهاً عنك «تمتّعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب».
قال زُرافة : وكان (لأولادي) معلم يتشيّع ، وكنت كثيراً ما امازحه بلقب «الرافضي» فانصرفت يومئذ إلى منزلي وقت العشاء وقلت له : تعال «يا رافضي» حتى أُحدثك بشيء سمعته اليوم من إمامكم! قال : وما سمعت؟ فأخبرته بما قال.
__________________
(١) مهج الدعوات : ٢٦٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٥٠ : ١٩٢ ، الحديث ٥ والخبر مقدّمة لدعاء عنه عليهالسلام على المتوكل!