وتوفي فيها إسحاق بن إبراهيم الخزاعي (مولاهم) والي بغداد ، فصيّر المتوكل أعماله إلى ابنه محمد ، وهي أعمال كور دجلة وطساسيج السواد وعمل مصر وفارس وغير ذلك! وقرّبه إليه وعقد له ألوية كثيرة وأخذ يخلع عليه سبعة أيام في كل يوم سبعة خلع!
وكان كتاب إسحاق الخزاعي : على الخراج علي بن عيسى بن آزاد رود ، وعلى الرسائل ميمون بن إبراهيم ، وعلى المظالم إسحاق بن يزيد ، فأقر محمد عمال أبيه ، وكان على خراج مصر وجندها عبد الواحد بن يحيى الحوط قرابة طاهر بن الحسين الخزاعي (مولاهم) فأقره محمد بن إسحاق الخزاعي (مولاهم).
وكان على فارس عمّه محمد بن إبراهيم الخزاعي (مولاهم) فرُفع عليه بأموال صارت إليه ، فوجّه إلى عمله الحسين بن إسماعيل وأمره بعزل عمّه وأن يعذبه ليستخرج الأموال فعُذّب حتّى مات! ثمّ مات محمد بن إسحاق بعد أبيه بسنة.
ثمّ ولّى المتوكل مكانه أحمد بن محمد بن مدبّر ، على سبعة دواوين : ديوان الخَراج ، والضياع ، والنفقات الخاصّة ، والعامة ، والصدقات ، والموالي ، والغلمان ، والجند ، والشاكرية. فأخذ أحمد العمّال السابقين على طساسيج السواد وصالحهم على أموال عظيمة ، فوفّر أموالاً عظيمة (١).
وفيها (٢٣٥ ه) ظهر بسامرّاء رجل يدعى محمود بن فرج النيشابوري يدّعي أنّه ذو القرنين وأنّه بُعث نبياً ، وتبعه سبعة وعشرون رجلاً ، فاخذوا والزم أصحابه أن يصفعه كل منهم عشر صفعات ثمّ ضربوه حتّى مات وحُبس أصحابه في ذي الحجة.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٦ ـ ٤٨٨ ، وقيل : مات في (٢٣٥ ه) تسعين سنة لافراطه في دواء ، كما في تاريخ ابن الوردي ١ : ٢١٦.