٣ ـ (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) من النصب ، وهو التعب ، والمعنى عمل أصحاب هذه الوجوه
للدنيا وحدها ولم يعملوا شيئا للآخرة ، فأجهز عملهم عليهم.
٤ ـ (تَصْلى ناراً حامِيَةً) تكوى هذه الوجوه بنار مستعرة.
٥ ـ (تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) بلغت حرارتها الغاية والنهاية.
٦ ـ (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ
ضَرِيعٍ) وهو شر طعام وأخبثه ، وقيل : وهو نوع من الشوك سام قاتل.
٧ ـ (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) لا يدفع ضرا ، ولا يجلب نفعا.
٨ ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ) بعد الإشارة إلى المجرمين وما يقاسون من عذاب الجحيم ،
أشار إلى المتقين وما يتقلبون فيه من النعيم ، والوجوه الناعمة هي التي تظهر عليها
نضرة النعيم كما قال سبحانه في الآية ٢٤ من المطففين : (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ
النَّعِيمِ).
٩ ـ (لِسَعْيِها راضِيَةٌ) رضيت أجرها في الآخرة على عملها في الدنيا.
١٠ ـ (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) بشأنها وخيرها وأمنها وشتى جهاتها ١١ ـ (لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً) سخفا وجهالة وحماقة ونذالة ١٢ ـ (فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ) جنات تجري من تحتها الأنهار ١٣ ـ (فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ) عن الأرض.
١٤ ـ (وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ) على جانب العين.
١٥ ـ (وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ) جمع نمرقة ، وهي الوسادة : المسند او المخدة.
١٦ ـ (وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) وهي البسط ، ومبثوثة : متفرقة. وكل ما جاء هنا في وصف
الجنة تقدم مرات ، والكلمة الجامعة الوافية في وصف الجنة قوله تعالى : (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ
وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) ـ ٧١ الزخرف».
١٧ ـ (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ
كَيْفَ خُلِقَتْ) قال الشيخ محمد عبده : إنما خصّ الإبل لأنها أفضل دواب
العرب وأعمها نفعا ، ولأنها خلق عجيب ، فهي على شدتها تنقاد للضعيف ، ثم في
تركيبها ما أعدّ لحمل الأثقال ، تبرك لتحمل وتنهض بما تحمل مع الصبر على السير
والعطش والجوع ١٨ ـ (وَإِلَى السَّماءِ
كَيْفَ رُفِعَتْ) فوق الأرض بكواكبها اللامعة النافعة ١٩ ـ (وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) أوتادا للأرض ، ولو لا الجبال لمادت بأهلها ٢٠ ـ (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) في رؤية العين لا في الواقع ، والمعنى المراد : كيف مهدت
واستقرّ عليها كل شيء حتى الأنهار والبحار.
٢١ ـ (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) حدد سبحانه مهمة الرسول وحصرها بالتذكير وكفى ، ولم يجعل
له أية سلطة على من رفض الإسلام ولم ينصب له العداء بدليل قوله تعالى ٢٢ ـ (لَسْتَ عَلَيْهِمْ) أي الكافرين (بِمُصَيْطِرٍ) وفي آية ثانية : (وَما أَنْتَ
عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) ـ ٤٥ ق» وفي كتاب «من هدي القرآن» لأمين الخولي كلمة حول
هذه الآية قليلة المبنى كثيرة المعنى ، وهذا نصها «بهذا الصنع من هدي القرآن صنع
القرآن قادة لا جبابرة ، وبهذه الرياضة الإلهية ارتاض محمد رسول القرآن (ص) ودانت
له الرقاب ، وتهيأت له الأسباب ، وظل كما هو القائد الرسول يؤثر أن يكون عبد الله
ورسوله ، ويكره أن يكون ملكا مرهوبا» فهل يتعظ بهذا عشاق الكبرياء والاستعلاء؟