الْقَوْمَ فِيها صَرْعى) مطروحين على الأرض (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) جذوع نخل فارغة مفرعة.
٨ ـ (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ)؟ كلا ، ولا ناعية ، وتقدم الكلام عن عاد وثمود مفصلا في سورة الأعراف وهود.
٩ ـ (وَجاءَ فِرْعَوْنُ) موسى (ع) (وَمَنْ قَبْلَهُ) من الأمم المكذبة لرسلها (وَالْمُؤْتَفِكاتُ) المنقلبات وهي قرى قوم لوط التي انقلب عاليها إلى أسفل (بِالْخاطِئَةِ) أهلكوا بأفعالهم المخطئة الخاطئة.
١٠ ـ (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً) زائدة في شدة العذاب.
١١ ـ (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ) ارتفع بالطوفان في عهد نوح (حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ) حملنا أجدادكم المؤمنين في السفينة ، وأغرقنا الطغاة المتمردين ، ولا قصد من هذا الإخبار إلا التذكير والعظة يسمعها المؤمن والعاقل ، فينتفع بها ويعتبر كما قال سبحانه :
١٢ ـ (لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) جاء في العديد من التفاسير ، منها تفسير الطبري والرازي والمراغي وابن كثير : أن رسول الله قال : «سألت ربي أن يجعلها أذن عليّ» فكان عليّ يقول : ما سمعت شيئا فنسيته.
١٣ ـ (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) النفخ في الصور كناية عن الصيحة للخروج من القبور كما في الآية ٤٢ من ق : (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ).
١٤ ـ (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) أزيحت الأرض وسائر الكواكب من أماكنها ، ودك بعضها بعضا حتى صارت هباء منبثا ١٥ ـ (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) ويعلم المكذبون أنها حق لا ريب فيه.
١٦ ـ (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) تصدعت وتداعت.
١٧ ـ (الْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) المراد بالملك الملائكة والأرجاء : النواحي ، والمعنى بعد خراب السماء تنتشر الملائكة في الفضاء هنا وهناك (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) الله جلّ جلاله لا يجلس على العرش كالسلاطين وعليه فمن الجائز والممكن أن يراد بالعرش الملك والاستيلاء. وبحمله كائنات ومخلوقات لله سبحانه لا أحد يعرف عنها شيئا وبعدد الثمانية أجناس ثمانية : ومعنى الآية بمجموعها : بعد تدمير الأرض والسموات المعهودة يبقى ثمانية أجناس من المخلوقات قائمة عامرة بتدبيره تعالى وعنايته. نقول هذا كفكرة ممكنة في ذاتها ، أما إثباتها فيحتاج إلى دليل قاطع.
١٨ ـ (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ) على الله لنقاش الحساب (لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) وأشد الناس عذابا من يعصي الله في الخفاء ، ويظهر للناس بثوب الأتقياء.
١٩ ـ ٢٠ ـ (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ) بلسان ناطق وقلب واثق : (هاؤُمُ) خذوا (اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) هذه شهادتي ما هي ليسانس ولا دكتوراه ، ولكنها تشهد على أني ما أسأت لأحد من عيال الله بقول أو فعل ، لأني آمنت وأيقنت بأنه لا مفر من الله والحق و (أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) لا محالة ، فأخذت الأهبة لموقف العرض والمحاكمة.
٢١ ـ (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) مرضية لا ينغصها شيء.