٧ ـ (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ...) تقدر نفقة الزوجة بطاقة الزوج يسرا أو عسرا (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) وهل من عاقل على وجه الأرض يلوم أو يحاسب آخر على شيء لا يمت بسبب قريب أو بعيد إليه ولا إلى طاقته؟ وتقدم في الآية ٢٨٦ من البقرة وغيرها (سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) كل شيء يتغير شئنا أم أبينا ٨ ـ ١٠ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ ...) أبت إلا التمرد والبغي على الحق وأهله ، ولم تستجب لوحي أو عقل ، فحاسبها سبحانه حسابا شديدا ، وعذبها عذابا أليما ، ـ تقدم مرات ومرات (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ) انهضوا ثائرين على الطغاة ، واستردوا منهم حقكم المسلوب (الَّذِينَ آمَنُوا) أي بحثوا وسعوا وراء الحق ومعرفته (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً) القرآن الكريم رسولا أي أرسل.
١١ ـ (رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ) ليست المسألة تلاوة آيات وحدها ، ولا قراءة عظات وكفى ، ولا أسلوبا عصريا أو رجعيا ، وإنما السر كل السر يكمن في عظمة القرآن وأسراره وفي شخصية الداعي والقائد المدبر والمنفذ ، ولو تلى القرآن وآياته على الناس غير محمد ، أو جاء إليهم محمد بغير هذا القرآن ـ لما حدث ما حدث في شرق الأرض وغربها ، لقد أذهلت وأدهشت شخصية محمد (ص) العلماء الأجانب الذين يهتمون بالدراسات الإنسانية ، وقالوا عنها الكثير حتى رسم لها برناردشو هذه الصورة : «لو تسلّم محمد زمام الحكم المطلق اليوم لحلّ مشكلات العالم بأسره ، وحقق له السلام والسعادة المنشودة» ومن هنا كان محمد خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين.
١٢ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ
___________________________________
الإعراب : و (الَّذِينَ آمَنُوا) صفة لأولي الألباب. (رَسُولاً) مفعول لفعل مقدر أي وأرسل رسولا. (خالِدِينَ) حال من هاء يدخله لأنها تعود الى من التي هي بمعنى الجماعة. و (أَحْسَنَ) هنا تتضمن معنى أعطى. (رِزْقاً) مفعول لأحسن أي أعطاه رزقا حسنا. و (مِثْلَهُنَ) مفعول لفعل محذوف أي وخلق من الأرض مثلهن. وعلما تمييز.