٦ ـ (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ) بحكم البديهة والعدالة الإلهية (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ) وهو أن الله سيخذل النبي والصحابة (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) جاءت النتيجة بعكس ما ظنوا حيث نصر الله سبحانه الحق وأهله ، ونزلت دائرة السوء على رؤوس المجرمين دنيا وآخرة.
٧ ـ (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) ذكر سبحانه هذه الآية حين أشار إلى المؤمنين وثوابهم ، وذكرها هنا وهو يشير إلى المنافقين والمشركين وعذابهم ، لمجرد التنبيه إلى أن الإنعام والانتقام في قبضته.
٨ ـ (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) على الخلق بأنك قد بلغت (وَمُبَشِّراً) من أطاع بمرضاة الله وثوابه (وَنَذِيراً) لمن عصى بغضب الله وعذابه ، وتقدم في الآية ٤٥ من الأحزاب.
٩ ـ (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) تعزروه : تعظموه وتوقروه : تحترموه ، والضمير لرسول الله ، والضمير في تسبّحوه لله ، وبكرة : صباحا ، وأصيلا : مساء ، والمعنى أن الله سبحانه أرسل محمدا لتكونوا أيها المسلمون ، فيما تفعلون وتتصرفون ، المثل الأعلى إيمانا وإخلاصا وعلما وعملا ، وبهذا وحده تعظّمون رسول الله ، وتسبحون بحمد الله على الدوام وفي كل آن.
١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) تنص هذه الآية أن يد محمد (ص) في قداستها يد الله ، ومبايعته على وجه العموم مبايعة الله ، أما سبب نزولها فهو أن النبي (ص) خرج من المدينة مع ١٤٠٠ من المسلمين قاصدين مكة للعمرة في ذي القعدة سنة ٦ ه ولما وصلوا إلى الحديبية علموا أن قريشا صممت أن تصدهم عن بيت الله الحرام بقوة السلاح ، فأسرع المسلمون إلى رسول الله ، وكان جالسا تحت شجرة هناك وبايعوه على الطاعة والموت ، فبارك سبحانه هذه البيعة وأبرمها ، بل جعلها مبايعة له ، وتوعد الناكثين بالعقاب وقال : (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) ووعد الأوفياء بالأجر والثواب بقوله : (وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) وتفاصيل هذه العمرة وصلح الحديبية في كتب السيرة والتاريخ ومطولات التفاسير ، ومنها التفسير الكاشف.
١١ ـ (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا
___________________________________
الإعراب : (الظَّانِّينَ) صفة لأهل الشرك والنفاق. و (ظَنَّ السَّوْءِ) مفعول مطلق لظانين. و (مَصِيراً) تمييز. وشاهدا حال. و (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) مفعول فيه أي تسبحوه في الصباح والمساء. جملة (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) خبر ان الذين. ويد الله فوق أيديهم مبتدأ وخبر والجملة خبر ثان لإن الذين الخ. أجرا مفعول ثان لسيؤتيه لأن الفعل هنا بمعنى يعطيه.