أي بمعصية واضحة ثابتة من أي نوع تكون (يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) أي يكون عذابها في الآخرة مثلي عذاب غيرها لعلو مكانتها.
٣١ ـ (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) من تطع الله والرسول (وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها) غدا (مَرَّتَيْنِ) من كان عليه الغرم فله الغنم ، وأيضا إذا كانت عقوبة الكبير أعظم كانت مثوبته أجزل.
٣٢ ـ (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَ) أنتن فوق النساء شرفا برسول الله (ص) بشرط التقوى وإلا انقطعت الصلة بينكن وبين الرسول (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) لا يسوغ لأية امرأة أن تخاطب الأجنبي بالأسلوب الذي تخاطب به زوجها ، أو تنظر إليه نظرة توحي بالريبة وإلا طمع فيها الشباب العاهر الفاسد.
٣٣ ـ ٣٥ ـ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ...) حثّ سبحانه كل النساء على الاستقرار في المنزل وتدبيره ، وتربية الأطفال وعدم التبرج والتهتك ، وعلى تلاوة القرآن ، والتفقه في أحكام الصلاة والصيام والطهارة والحيض.
(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) المراد بالرجس هنا الذنوب وأن الله سبحانه قد طهر أهل البيت من كل ذنب وخطيئة ، ولكن لا بإرادته التكوينية حيث لا فضل مع الجبر ، ولا بإرادته التشريعية لأن العصمة موضوع كالعدالة ونحوها ، وليست حكما كالوجوب وغيره من الأحكام الخمسة ، وعليه يكون معنى الآية أن أهل البيت عند الله هم صديقون مطهرون من كل ذنب ، وجاء في صحيح مسلم القسم الثاني من الجزء الثاني ص ١١٦ طبعة سنة ١٣٤٨ ه : أن هذه الآية نزلت في النبي وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، ومثله في صحيح الترمذي ومسند الإمام أحمد وغيرهما من كتب الحديث عند السنة (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ...) جاء في التفاسير أن بعض النساء قلن : ذكر سبحانه في كتابه الرجال : ولم يذكرنا فنزلت هذه الآية لتقرر وتؤكد أن الناس سواء في الحقوق والواجبات وفي الحساب والجزاء ، وانه لن يفوز بالخير إلا عامله ، ولا يجزى جزاء الشر إلا فاعله ذكرا كان أم أنثى ، أسود أم أبيض ، غنيا أم فقيرا.
___________________________________
الإعراب : مرتين نائب مناب المفعول المطلق لأنه بمعنى مثلين. وقال كأحد ولم يقل كواحدة لأن (أحد) هنا بمعنى غير ، أي لستن كغيركن من لنساء. والمصدر من ليذهب متعلق بيريد. وأهل البيت منادى أي يا أهل البيت.