لها عليه إلّا المتعة التي أشار إليها سبحانه بقوله : (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ) الغني (قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ) الفقير (قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ) حدّد سبحانه مبلغ المتعة أي المنحة لهذه المطلّقة ، بحال المطلّق يسرا وعسرا بحيث لا يسوغ في نظر العقلاء ، أن تطلب المطلّقة أكثر من المبلغ الذي طابت به نفس المطلّق (حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ) الذين يحسنون إلى أنفسهم في تأدية الحقّ إلى أهله.
٢٣٧ ـ (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ) من طلّق زوجته ، وقد سمّى لها مهرا في متن العقد ، فينظر إن كان الطلاق بعد الدخول فلها المهر المسمّى بالكامل وإلّا فنصفه فقط (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ) أي تسمح المطلّقة عن طيب نفس (أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) وهو الولي على القاصرة ، والشرط الأساس لتصرّفه عدم الإضرار بها (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) حثّ على التساهل والتسامح (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) تخلّوا عن الشحناء والبغضاء والإساءة ، فإنها من عمل الشيطان.
٢٣٨ ـ (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) الخمس (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) ذكرها سبحانه بالخصوص بعد العموم لأهميّتها واختلفوا في تعيينها ، والأشهر أنها صلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) قال الإمام الصادق (ع) : تشير إلى القنوت في الصلاة حال القيام.
٢٣٩ ـ (فَإِنْ خِفْتُمْ) عدوا أو غيره فصلّوا سيرا على الأقدام (فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) على ظهور الدواب أو في السيارة أو الطائرة (فَإِذا أَمِنْتُمْ) من الخوف (فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ) أي صلّوا صلاة الآمن المختار (ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) كيف تصلّون في الخوف والأمن والسفر والحضر.
٢٤٠ ـ (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً ...) إلى آخر الآية التي تدل بجملتها أن على الزوج أن يوصي لزوجته قبل موته بأن ينفق عليها من تركته حولا كاملا إذا اختارت البقاء في بيته ، كما كانت العادة عند العرب قبل الإسلام. ثم نسخت هذه الآية بقوله تعالى : (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً).
٢٤١ ـ (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) هذه تأكيد للآية السابقة وهي قوله تعالى : (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ).
____________________________________
الإعراب : (قانِتِينَ) حال من الواو في قوموا ، (فَرِجالاً) حال ، أي فصلوا راجلين ، وكما علمكم ما مصدرية متعلق باذكروا ، أي اذكروا الله كتعليمه إياكم ، و (ما لَمْ تَكُونُوا) ما موصول في محل نصب مفعول ثان لعلمكم.