١١٣ ـ (وَكَذلِكَ) عطف على الآية ٩٩ وهي (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) لأن محمدا عربي (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) ـ ٤ إبراهيم» (وَصَرَّفْنا فِيهِ) ذكرنا وكررنا في القرآن (مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ويطيعون الله في جميع أحكامه (أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) يتذكرون الله ، إذا أذنبوا ويسألونه العفو والصفح.
١١٤ ـ (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ) يتصرف في ملكه بالحق والعدل والحكمة (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) كان النبي يتابع جبريل في قراءة الوحي خوفا أن يفوته شيء منه ، فأمره تعالى أن يصغي ولا يتابع ، ولا يخشى النسيان ، وفي الآية ٦ من الأعلى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) ولا هنا نافية وليست ناهية أي لا تنسى أبدا ، فكن في أمان (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) على علم أنتفع به وأنفع الآخرين ، وكان النبي (ص) يقول : إذا أتى عليّ يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله فلا بارك الله لي في طلوع شمسه.
١١٥ ـ (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) المراد بالعهد هنا قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) ـ ٣٥ البقرة» (فَنَسِيَ) فاقترب من الشجرة وأكل منها (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) قوة إرادة.
١١٦ ـ (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا ...) واضح ، وتقدم في الآية ٣٤ من البقرة وغيرها ..
١١٧ ـ ١٢٠ ـ (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ ...) حذر سبحانه آدم من الشيطان ، وأنه عدوه اللدود ، يريد له كل شر ، بل ويريد أيضا أن يقول لله : إن هذا الذي فضلته عليّ وأمرتني أن أسجد له قد عصاك وخالفك كما خالفتك وعصيتك ، وإذن لا معنى لأمرك ولا مبرر لتفضيلك تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وأيضا بيّن سبحانه لآدم بصريح العبارة أنه يشقى هو وذريته بالخروج والطرد من الجنة إن استمع لوسوسة الشيطان ، ومع كل ذلك أقدم آدم وزوجته على ما حذّرا منه.
١٢١ ـ (فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما ...) تقدم في الآية ٢٢ من الأعراف.
___________________________________
الإعراب : (قُرْآناً) حال ، و (عَرَبِيًّا) صفة. و (عِلْماً) تمييز لأنه بمعنى زاد علمي ، ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لزدني على ان تكون زدني متضمنة معنى العطاء. والمصدر من ان لا تجوع اسم ان ولك خبر. والمصدر من أنك لا تظمأ عطف على المصدر من ان لا تجوع.