والشيخ المراغي : «قال مقاتل : الأحزاب هم بنو أمية وبنو المغيرة بن عبد الله المخزومي وآل طلحة بن عبد الله ومن إليهم من اليهود والنصارى». (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) المرية : الشك ، وضمير «منه» يعود لمحمد أو القرآن ، والخطاب في «لا تك» لكل من سمع بالإسلام ورسالة محمد (ص) والمعنى لا ينبغي لعاقل أن يشك في الإسلام لسهولة فهمه ، وسلامة أدلته ، وسعة شريعته الهادفة إلى خير الناس ورعاية مصالحهم والتيسير عليهم والعدل فيما بينهم.
١٨ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) وللافتراء عليه تعالى مظاهر ، منها الشرك والتحليل والتحريم بلا كتاب وسنة ، والعدوان على عباد الله وعياله (أُولئِكَ) الذين افتروا على الله كذبا (يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) في موقف عصيب رهيب ، لا خلاص منه ومن عذابه إلا لمن أطاع من يهديه ، وتجنب من يرديه (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ) المراد بالأشهاد الملائكة والأنبياء ، يشهدون بأن هؤلاء افتروا على الله كذبا ، والقصد من ذلك أن يزداد المفترون حسرة وأنهم يستحقون اللعنة والعذاب وإلا فإن الله بكل شيء عليم ، وعلى كل شيء قدير.
١٩ ـ (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يصرفون الناس عن طريق الهدى بالقوة أو بالدعايات الكاذبة (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) أي ينعتون سبيل الله بالاعوجاج والانحراف تماما كما يفعل المضللون في أيامنا حيث يسمون الاستغلال ديمقراطية والاحتكار حرية.
٢٠ ـ (أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) كيف؟ ولو شاء الله ما ترك على ظهرها من دابة ، ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى.
٢١ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) قال السيد المسيح (ع) : ما ذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلة وخسر نفسه».
٢٢ ـ (لا جَرَمَ) لا محالة (أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ) وفي نهج البلاغة : وما أخسر المشقة وراءها عقاب ، وأربح الدعة معها أمان من النار.
٢٣ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ) خشعوا واطمأنوا إلى عدل الله سبحانه في كل ما جرى ويجري به حكمه وقضاؤه.
٢٤ ـ (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ) المؤمن والكافر (كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ) من لا يعرف الباطل من الحق او يعرف وينحرف عن الحق ومقالته فهو كالأعمى والأصم الذي لا ينتفع بسمع وبصر ، أما من يعرف الحق ويعمل به فهو سميع بصير يزهر مصباح الهدى في قلبه (هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا؟
٢٥ ـ ٢٦ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ...) عكف قوم نوح على عبادة الأصنام ، فأرسل سبحانه إليهم