١٩ ـ (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ
وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ) جاء في أكثر التفاسير ، ومنها تفسير الطبري والرازي
والنيسابوري والسيوطي : «أن العباس بن عبد المطلب كان يسقي الناس في الحج ، وإن
طلحة بن شيبة كان يحمل مفاتيح الكعبة ، فقال طلحة : أنا صاحب البيت معي مفاتيحه ،
وقال العباس : أنا صاحب السقاية ، فقال علي بن طالب : لا أدري ما تقولان ، لقد
صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد ، فأنزل الله «أجعلتم سقاية
الحاج.» ٢٠ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا
وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا ...) تقدم في الآية ٧٢ من الأنفال.
٢١ ـ ٢٢ ـ (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ
مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ) في تفسير البحر المحيط : «اتصف المؤمنون بصفات ثلاث :
الإيمان والهجرة ، والجهاد ، فقابلهم سبحانه بثلاث : الرحمة والرضوان والجنان»
والأصل والأساس لكل منقبة وفضيلة هو الإيمان القوي الذي لا تقف دونه الحواجز. وبدافع
منه يستهين بالديار والمال والعيال ، وبالحياة أيضا.
٢٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَإِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ
عَلَى الْإِيمانِ) الوفاء للأهل والأصدقاء فضيلة ما في ذلك ريب. ولكن بشرط أن
لا يكون هذا الوفاء على حساب الدين والإيمان وإلا تحول إلى رذيلة ، قال الإمام (ع)
«كنا مع رسول الله (ص) ، وإن القتل ليدور على الآباء والأبناء والإخوان والقرابات
، فما نزداد على كل مصيبة وشدة إلا إيمانا ، ومضيا على الحق ، وتسليما للأمر ،
وصبرا على مضض الجراح». (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ
مِنْكُمْ) في معصية الله وحرامه (فَأُولئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ) لأنفسهم. قال الإمام أمير المؤمنين (ع) : «لا عدو أعدى على
المرء من نفسه ، ولا عاجز أعجز ممن أهمل نفسه فأهلكها».
٢٤ ـ (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ
وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ
اقْتَرَفْتُمُوها) اكتسبتموها (وَتِجارَةٌ
تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ
وَرَسُولِهِ) أي من طاعة الله ورسوله ، فتؤثرون العاجلة على اللغة :
استحب وأحب بمعنى واحد ، مثل استجاب وأجاب. والاقتراف هنا الاكتساب. والتربص
الانتظار. والمراد بأمر الله هنا عقوبته.
____________________________________
الإعراب : و (دَرَجَةً) تمييز ، وخالدين حال من الضمير في لهم.