التوسعة والتيسير
على عباده (عَلِيمٌ) بمصالحهم.
١١٦ ـ (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) وهم الذين قالوا : المسيح ابن الله وعزيز ابن الله
والملائكة بنات الله (سُبْحانَهُ) تنزيه له عن ذلك (بَلْ لَهُ ما فِي
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) هو خالقها بما فيها ومن فيها ، ومن جملتها المسيح وعزيز
والملائكة (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) عابدون منقادون.
١١٧ ـ (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خلقها ولا مثيل لها من قبل (وَإِذا قَضى أَمْراً
فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) من تك هذه قدرته وعظمته فهو غنيّ عن كل شيء ، وليس كمثله
شيء ومباين للأجسام المتوالدة المتناسلة.
١١٨ ـ (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) من المشركين وغيرهم : (لَوْ لا يُكَلِّمُنَا
اللهُ) مشافهة ويخبرنا بأن محمدا نبيه ورسوله (أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) نحن نقترحها ونفرضها (كَذلِكَ قالَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) إشارة إلى قول اليهود لموسى : أرنا الله جهرة ونحو ذلك (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) في العمى والضلال (قَدْ بَيَّنَّا
الْآياتِ) والدلائل الكافية والوافية في الدلالة على نبوة محمد (ص) (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) منصفون ، ومن لا يقتنع بما بيّنّا لا يقنعه شيء.
١١٩ ـ (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ
بَشِيراً وَنَذِيراً) معلما لا مسيطرا ، وفي الآية تسلية للنبيّ (ص) لئلا يضيق
صدره بكفر من كفر (وَلا تُسْئَلُ عَنْ
أَصْحابِ الْجَحِيمِ) ما دمت قد أدّيت الرسالة.
١٢٠ ـ (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا
النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) قال اليهود للنبيّ (ص) : لن نرضى عنك حتى تكون على ديننا
فحكى الله كلامهم ، ولذلك قال سبحانه لنبيّه : (قُلْ إِنَّ هُدَى
اللهِ هُوَ الْهُدى) وهو الإسلام (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) المراد كل من يخالف علمه بالحق ، وينطلق مع منافعه الشخصية
(ما لَكَ مِنَ اللهِ
مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) يحميك من غضبه تعالى.
١٢١ ـ (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) يريد الذين أسلموا من اليهود والنصارى (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) أي لا يحرّفونه (أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ
بِهِ) كما أنزل من عند الله (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) أي يحرّفه (فَأُولئِكَ هُمُ
الْخاسِرُونَ) حيث باعوا دينهم للشيطان.
____________________________________
الإعراب : تأتي (لَوْ لا) للامتناع ، وتدخل على جملتين : اسمية ، وأخرى فعلية ، نحو
لو لا زيد لأكرمتك ، أي لو لا زيد موجود ، فخبر المبتدأ يكون في الغالب مقدرا ،
قال ابن مالك : «وبعد لو لا غالبا حذف الخبر».