١٣٦ ـ (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِ) البحر بذنوبهم ، وما كان لهم من واق.
١٣٧ ـ (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ) وهم بنوا إسرائيل ، فقد كان يستضعفهم فرعون وقومه (مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها) بالخصب وكثرة الأرزاق ، ومشارق الأرض ومغاربها إشارة إلى سلطان داود وسليمان على بني إسرائيل ، وأنهما أقاما دولة في أرض فلسطين ، لها حدودها الشرقية والغربية ، ولكن سرعان ما ذهبت مع الأيام ، وحكم رقاب الإسرائيليين بخت نصر ثم الفرس ثم خلفاء الإسكندر ثم الرومان ، كما هو الشأن في الفرس والعرب والأتراك واليونانيين وغيرهم من القوميات والأمم ، والصهيونية أعلم الناس بذلك ، ولكنها تستر به دينها وإيمانها بأن كل ما كان في نطاق قدرتها فهو حلال محلل لها أرضا كان أو مالا أو دما. يعرشون أن أخذ من العرش فمعناه البناء ، وان أخذ من العريش فمعناه الكروم.
١٣٨ ـ (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ) ما أن انتهت متاعب موسى (ع) مع فرعون وقومه حتى ابتدأت متاعبه مع بني إسرائيل ، وهي أمر وأشد على نفسه من متاعب فرعون أضعافا مضاعفة حيث قالوا من جملة ما (قالُوا) بكل وقاحة وصلافة : (يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) يطلب اليهود من النبي الذي أرسل إليهم بالتوحيد أن يتخذ لهم أصناما بنفسه ويده! أبعد هذا يقال : كيف حطم موسى الألواح من سورة الغضب؟ (قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) سفهاء لؤماء.
١٣٩ ـ ١٤٠ ـ (إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ) مهلك ومدمر (ما هُمْ فِيهِ) من السفه والشرك (وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) تقدم في الآية ٤٧ من البقرة.
١٤١ ـ (وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ...) تقدم في الآية ٤٩ من البقرة.
اللغة :
تجاوز الشيء تعداه. وعكف عليه واظب عليه ولزمه. والتبار والتّبر الهلاك ، والتتبير الإهلاك والتدمير.
____________________________________
الإعراب : (إِذا هُمْ إِذا) للمفاجأة. (وَأَوْرَثْنَا) يتعدى الى مفعولين لمكان الهمزة ، الأول (الْقَوْمَ) ، والثاني (مَشارِقَ الْأَرْضِ). و (ما كانَ يَصْنَعُ) ما بمعنى الذي ، واسم كان ضمير مستتر يعود الى ما. قال الزمخشري والبيضاوي : ان ما في (كَما لَهُمْ) كافة للكاف عن العمل. و (ما هُمْ فِيهِ) ما بمعنى الذي فاعل متبر ، وهم فيه مبتدأ وخبر ، والجملة صلة الموصول. و (ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ما فاعل ل (باطِلٌ). وابغي تتعدى إلى مفعولين الأول ضمير المخاطبين كم والثاني (إِلهاً) ، و (غَيْرَ اللهِ) ، حال مقدم من إله.