٢٣ ـ (قالَ رَجُلانِ) هما يوشع وكالب ، وجاء اسم الأول في التوراة سفر العدد
الإصحاح ١٣ بلفظ هوشع ، واسم الثاني في سفر أخبار الإصحاح ٢ (مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ) الله (أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمَا) بالإيمان (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ
الْبابَ) أي باب قريتهم أو مدينتهم.
٢٤ ـ (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها
أَبَداً ما دامُوا فِيها) أبدا ، لا بد من تشريد أهل الديار وأخذها منهم غصبا ونهبا
، أما القتال (فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) اذهب أنت ومن أرسلك بكل تعالى وترفع حتى على الله ورسوله!
وهذه هي بالذات غطرسة إسرائيل وجبلتها الخبيثة ، ومهما شككت فلن أشك إطلاقا أن من
سار على هذي السبيل فأمه هاويه ، وما أدراك ماهية.
٢٥ ـ (قالَ) موسى شاكيا إلى الله من القوم المجبولين على البغي والفساد
: (رَبِّ إِنِّي لا
أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ
الْفاسِقِينَ) وإذا كان موسى على نبوته وعصمته فقد الصبر والتصبر على
العيش مع قومه فكيف يمكن التعايش مع الصهاينة على أساس الحق والعدل.
٢٦ ـ (قالَ) سبحانه لموسى : (فَإِنَّها
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً) الضمير في «أنها» يعود إلى الأرض المقدسة وفي «عليهم» إلى
الذين قالوا : لن ندخلها أبدا ما داموا فيها ، وهكذا كان ، فان الذين نطقوا بذلك
لم يروا الأرض المقدسة على الإطلاق تصديقا لكلمة الله العليا : (فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ) وإنما الذين دخلوها بعد أربعين سنة مع يوشع هم جيل جديد
بعد أن مات كل من قال : إنا لن ندخلها ... (يَتِيهُونَ فِي
الْأَرْضِ) وفي الروايات أن موسى وهرون كانا معهم في أرض التيه ، ومات
هرون وبعده بسنة مات موسى في التيه (فَلا تَأْسَ عَلَى
الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) الذين زكوا أنفسهم وقالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه ، فقد
أمات الله فريقا منهم في التيه ، وفريقا مسخهم قردة وخنازير ، وألصق اللعنة بهم
جميعا إلى يوم الدين.
٢٧ ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ
آدَمَ بِالْحَقِ) وهما هابيل وقابيل. دب الخلاف بينهما كما في الروايات (إِذْ قَرَّبا قُرْباناً) ليفصل بين المحق والمبطل (فَتُقُبِّلَ مِنْ
أَحَدِهِما) هابيل (وَلَمْ يُتَقَبَّلْ
مِنَ الْآخَرِ) قابيل (قالَ) قابيل لهابيل (لَأَقْتُلَنَّكَ) لا لشيء إلا لأنك عند الله خير مني وأفضل! وهذا هو ذنب
الطاهر عند الفاجر العاهر (قالَ إِنَّما
يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) لا شيء يجدي من غير تقوى. وفي نهج البلاغة : لا يقل عمل مع
التقوى وكيف يقل ما يتقبل؟