١٥٢ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ) كل الفرق والمذاهب الإسلامية تؤمن بجميع الأنبياء ، ولا تكفر ببعض ، ولكن بعض الطوائف أو المذاهب الإسلامية تكفر وتكفر بعض الطوائف أو المذاهب الإسلامية ، فهل هذا الكفر والتكفير ، أيضا كفر بالله تماما كالكفر ببعض الأنبياء؟ الجواب : كلنا يحفظ هذا الحديث : من كفّر مسلما فهو كافر.
١٥٣ ـ (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ) المراد بهم يهود المدينة آنذاك (أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ) طلبوا ذلك من محمد (ص) تعنتا لا طلبا للحجة لأنهم منها على علم اليقين (فَقَدْ سَأَلُوا) أي آباء السائلين محمدا سألوا (مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ) وصحت النسبة إلى الأبناء لأنهم على دين الآباء وطبيعتهم وأخلاقهم (فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً ...) تقدم في الآية ٥٥ من سورة البقرة.
١٥٤ ـ (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) اسم الجبل الذي ناجى عليه موسى ربه (بِمِيثاقِهِمْ) رفعنا الجبل فوق يهود موسى ، لأنهم نقضوا العهد والميثاق الذي قطعوه على أنفسهم من وجوب الالتزام والعمل بالتوراة (وَقُلْنا لَهُمُ) بلسان نبيهم (ادْخُلُوا الْبابَ) قيل هو أحد أبواب بيت المقدس (سُجَّداً) ناكسي الرؤوس خاضعين خاشعين ، وتقدم في الآية ٥٨ من البقرة (وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) لا تصطادوا السمك في هذا اليوم ، وتقدم في الآية ٦٥ من البقرة.
١٥٥ ـ (فَبِما نَقْضِهِمْ) «ما» زائدة ، ونقضهم متعلق بمحذوف أي لعناهم بسبب نقضهم (مِيثاقَهُمْ) على أن يطيعوا الله (وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ) ومنها الحجج الدالة على نبوة عيسى ومحمد (وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) كزكريا ويحيى (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ) لا يصل إليها شيء من العظات والدعوات (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ) ليست قلوبهم غلفا بالخلقة ، بل طغى عليها الكفر والعناد حتى أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة (فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً) منهم عبد الله بن سلام وثعلبة بن شعبة واسد بن عبيد الله.
١٥٦ ـ (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ) عطف على (نَقْضِهِمْ
____________________________________
الإعراب : اكبر صفة لمفعول مطلق محذوف ، أي سؤالا أكبر. وجهرة أيضا صفة لمفعول مطلق محذوف ، أي رؤية جهرة. (مِيثاقَهُمْ) على حذف مضاف ، أي بنقض ميثاقهم ، والمرور متعلق برفعنا. ما في قوله : (فَبِما نَقْضِهِمْ) ، زائدة ، أي فبنقضهم ، والمجرور متعلق بمحذوف ، أي لعنّاهم. (إِلَّا قَلِيلاً) منصوب على الاستثناء من ضمير (يُؤْمِنُونَ) ، ويجوز أن يكون صفة لمفعول مطلق محذوف ، أي إيمانا قليلا ، بعض النقص والضعف.