اتصافه وتلبسه بمفاهيم مثل العلم والقدرة والكرم والرّحمة ونحوها مفاهيم صفاته كالعالم والقادر والكريم والرّحيم ونحوها على نحو يصحّ انتزاعها من ساير الذّوات عند اتصافها وتلبسها بمثل العلم والقدرة ، فاطلاق العالم والقادر والكريم ونحوها وجريها عليه تعالى وعلى غيره بنحو الحقيقة من دون لزوم التزام بالنّقل أو التّجوز عند حملها عليه سبحانه كما توهّم صاحب الفصول «ره» بزعم أنه قضية المغايرة المعتبرة بين المبدأ وذي المبدأ اتفاقا لعدمها بناء على عينية ذاته وصفاته المقدّسة ، وذلك لأن المغايرة الّتي لا بدّ منها في صدق المشتق اتفاقا إنما هي المغايرة المفهومية لا المصداقيّة لعدم توقف صدقه عليها وعدم اتفاق على اعتبارها إن لم يكن اتفاق على عدم اعتبارها ، ومن الواضح أن مفهوم العلم مثلا غير ذاته المقدّسة وإن كان مصداقه فيه سبحانه عين ذاته بمعنى أنه ليس بحذائه شيء غير ذاته ، فالفرق بين مصداقه فيه سبحانه وبينه في غيره هو الفرق بين الواجب والممكن إلّا أن هذا الفرق غير فارق في صحّة انتزاع مفهوم المشتق أي العالم والقادر ونحوهما وجريه وحمله عليهما بلا تجوز أصلا ، ولما اشتبه عليه في هذه الصفات مفاهيم مباديها بمصاديقها ، ورأى أنّها في حقّه تعالى عين ذاته على العينيّة ، فلذا التزم بالنّقل أو التّجوز في إطلاقها عليه سبحانه فما في الفصول لا يخلو عن غفلة وذهول.
الخامس : وقع الخلاف بعد الاتفاق على اعتبار المغايرة بين المبدأ وما يجري عليه المشتق في اعتبار قيام المبدأ بما يجري عليه وعدم اعتباره في صدق المشتق حقيقة على قولين ، واستدل للقول بعدم الاعتبار لصدق الضّارب والمؤلم مع عدم قيام الضّرب والألم إلّا بالمضروب والمؤلم بالفتح ، ولا يخفى ما في هذا الكلام من الذّهول عما هو المرام من قيام المبدأ بما يجري عليه المشتق في المقام ، ضرورة أن