ايضاً تحقّق قدر مشترك بين تلك الاشياء والغايات أو تباينها الكليّة وامّا اذا لم يكن كذلك بل ورد نصّ مثلاً على انّ الواجب الشيء الفلاني ونصّ آخر على انّ ذلك الواجب شيء آخر أو ذهب بعض الامّة إلى وجوب شيء والاخرون إلى وجوب شيء آخر دونه وظهر بالنّص أو الاجماع في الصّورتين ان ترك هذين الشيئين معاً سبب لاستحقاق العقاب فحينئذٍ لم يظهر وجوب الاتيان بهما معاً حتى يتحقّق الامتثال ، بل الظاهر الاكتفاء بواحد منهما سواء اشتركا في امر أو تباينا بالكليّة. وكذلك الحكم في ثبوت الحكم الى الغاية ـ انتهى كلامه رفع مقامه (١).
وكلامه جيّد.
فان قلت : في كلامه تناقضاً وتبايناً لانّه طاب ثراه في كلامه المتقدّم بيّن ان ما يجري فيه الإستصحاب صورة واحدة ، وهنا ذكر اربعة مواضع يجري فيها الإستصحاب.
قلت : هذا قرينة على انّ كلامه الاوّل محمول على التمثيل.
وبذلك يمكن ان يقول أحد : انّه يمكن ان يدفع بذلك عنه ما أوردنا عليه من جريان الإستصحاب في الصّور الاخر مع عدم تعرّضه لها كما ذكرنا مفصّلاً بان يقال : لم يذكرها لانّ ما ذكره في اوّل كلامه وآخره محمول على التمثيل فيمكن ان يستنبط منهما الصّور الّتي لم يتعرّض لها.
وفيه ما فيه لانّ كلامه الاخر لما دلّ على انّ ما يجري فيه الإستصحاب
__________________
(١) شرح الدروس مشارق الشموس ص ٧٧.