لطيف ، وهو أن هذا
الدعاء أمر غيبى الآن ، ولن يكون إلا يوم القيامة .
أما حذف «الألف»
من بنية الكلمة لغير علة صرفية أو نحوية فمنه قوله تعالى :
(وَقالَ ارْكَبُوا فِيها
بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) .
حذف .. الألف» من
كلمة اسم والذى اقتضى حذفه الرمز إلى أن المضاف إليه أعظم الأسماء ومبدأ كل شىء ،
وهو الله عزوجل ويشترط لحذفه شروط.
ـ أن يكون مضافا
إلى اسم الجلالة «الله» دون غيره من أسماء الله وصفاته ، مثلك رب ، فقد جاء معه
مذكورا فى نحو : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ) .
ـ أن يكون مجرورا
بحرف «الباء»
وكذلك حذف «الألف»
فى قوله تعالى فى كل اسم أعجمى رمزا إلى أعجمية هذا الاسم مثل «إبراهيم» و «إسحاق»
و «إسماعيل» حيث وردت فى كتاب الله العزيز وحذف «الياء» من كلمة «هادى» فى قوله
تعالى : (وَما أَنْتَ بِهادِ
الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ) .
وفى قوله تعالى : (أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ
اتَّبَعَنِ) حذف «الياء» من (هادى) رمز به إلى أن فعل الهداية فى
القلوب أمر يختص به الله دون غيره. أما فى «اتبعن» فحذف «الياء» رمزا إلى الهداية
المعنوية غير الحسية. هذا الحذف (حذف الحرف فى بنية الكلمة) كثير جدا فى القرآن
الكريم ، وهو إحدى خصوصيات الرسم العثمانى للمصحف الشريف ، واهتمام البلاغيين بهذا
النوع من الإيجاز ـ وهو أول صور الإيجاز لقلة المحذوف من الكلمة الواحدة المفردة
فيه ـ قليل ، أما اهتمام الباحثين فى «علوم القرآن» فقد بلغ أقصى مدى.
فأبو عمرو الدانى
كتب فيه فصولا مطولة ، أحصى فيها مواضع هذا الحذف كلمة كلمة ، فى سور القرآن كله ،
لكنه وقف عند حد الإحصاء ، ولم يعلل لما ذا كان الحذف إلا نادرا. وذلك فى كتابه «المقنع
فى رسم مصاحف الأمصار» وأبو العباس أحمد بن محمد الأزدى المراكشى المعروف بابن
البناء ، المتوفى عام ٧٢١ ه وضع فى الكشف عن أسرار حذف الحروف وزيادتها فى كلمات
القرآن كتابا سماه (عنوان الدليل فى مرسوم خط التنزيل) أبدع فيه وأمتع. وعنه أخذ
الإمام بدر الدين الزركشى فى كتابه «البرهان فى علوم القرآن. وكذلك الإمام جلال
الدين السيوطى فى كتابه المعروف ب «الإتقان فى علوم القرآن»
أ. د. عبد العظيم إبراهيم المطعنى
__________________