ومجمله ، بل
تجاوزوا حدهم حينما رأيناهم أحيانا يصرفون المعنى المتبادر من ظاهر النص القرآنى ،
ليوافق ما جاء فى التوراة.
٦ ـ عدم الخوض
فيما استأثر الله ـ تعالى ـ بعلمه ، وعدم التكلف ـ غالبا ـ فى تعيين مبهمات القرآن
، حتى يظل للإسلام نبعه الصافى بعيدا عن الظنون والتخيلات.
٧ ـ سهولة العبارة
وبلاغتها ، وعدم استخدام مصطلحات العلوم والفنون ، إلا بقدر الضرورة ، لأن الزج
بتلك المصطلحات يصرف الناس عن تدبر القرآن ، والعمل به.
أما
عن عيوب هذا الاتجاه فيأتى على رأسها ما يلى :
١ ـ الحرية
المطلقة للعقل فى فهم النصوص الشرعية ، فلئن قال الزمخشرى المعتزلى قديما : «امش
فى دينك تحت راية السلطان ـ أى العقل ـ ولا تقنع بالرواية عن فلان وفلان». فإن عميد هذا الاتجاه وهو الشيخ محمد عبده حيث يقول عن
العقل :
«ومن قاضاك إلى
حاكم فقد أذعن إلى سلطته ، فكيف يمكنه بعد ذلك أن يجور أو يثور عليه».
ويقول أيضا : «إذا
تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل».
بل إن الشيخ عبد
العزيز جاويش أحد أتباع هذا الاتجاه يقول : «إن من الممكن أن تصل العقول البشرية
بالبحث والتنقيب والتجارب إلى ما تصبو إليه النفس الإنسانية من مراتب الكمال فى
الأحكام والتصورات ، والنظم الاجتماعية ، والمسائل العلمية ، والآداب الخلقية».
لقد نسى هؤلاء أو
تناسوا أنه لا تعارض على الإطلاق بين الدين والعقل ، أو بين الدين والعلم ، وإذا
كان العقل يستطيع أن يصل إلى قمة التشريع فى كل نواحى الحياة فلما ذا أرسل الله
الرسل؟ ولما ذا قال تعالى :
(وَما كُنَّا
مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء : ١٥]؟
٢ ـ ونتيجة لهذا
الخطأ القاتل وجدناهم يقعون فى خطأ آخر وهو : صرف النصوص الشرعية عن ظواهرها لتتفق
مع عقولهم القاصرة ، بما أدى بهم فى النهاية إلى إنكار أشياء ثابتة بالشرع ثبوتا
حقيقيا ، ومتواترة باللفظ والمعنى من جيل إلى جيل ، وتذرعوا فى ذلك بالتمثيل
والتخييل ، فأنكروا الملائكة ، والجن ، والسحر ، والمعجزات الحسية.
٣ ـ ومن عيوب هذا
الاتجاه أيضا : رد الأحاديث الصحيحة ، التى تتعارض مع مبادئهم ، بزعم أنها أحاديث
آحاد ، أو باحتمال