عدد سور القرآن :
يقول الإمام الزركشى : «واعلم أن عدد سور القرآن العظيم باتفاق أهل الحل والعقد مائة وأربع عشرة سورة ، كما هى فى المصحف العثمانى ، أولها الفاتحة وآخرها الناس.
وقال مجاهد : وثلاث عشرة ، بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة لاشتباه الطرفين وعدم البسملة.
ويرده تسمية النبى صلىاللهعليهوسلم كلا منهما (٥).
والأول هو المعتمد بإجماع الأمة ، ولا نزاع فيه.
أسماء السور
سر التسمية :
ذهب جل علماء علوم القرآن إلى أن تسمية سور القرآن الكريم إنما كانت على نسق تسمية العرب لقصائدهم ونحوها ، فيقول الإمام الزركشى : «ينبغى النظر فى وجه اختصاص كل سورة بما سميت به ، ولا شك أن العرب تراعى فى الكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون فى الشيء من خلق أو صفة تخصه أو صفة تكون معه أحكم أو أكثر أو أسبق لإدراك الرائى للمسمى ، ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها ، وعلى ذلك جرت أسماء سور الكتاب العزيز ، كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة ذكر قصة البقرة المذكورة فيها وعجيب الحكمة فيها ، وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردد فيها من كثير من أحكام النساء» (٦).
أقول : بل إن الأمر على خلاف ذلك ، ويعرف هذا بتدبر اسم السورة الذى عرفت به ، وتلمس المناسبة بينه وبين كل موضوع من موضوعات السورة ، فيبدو جليا أن أسماء السور لها أسرارها الحكيمة ، مما يدل على حكمة منزل القرآن ، ويشير إلى المناسبة اللطيفة بين اسم السورة وجميع موضوعاتها.
أما ما ذهبوا إليه من محاكاة عادة العرب فى تسميتهم ، فإنه يجعل الاسم عنوانا على موضوعه فقط لا على السورة كلها ، أو كما يقول أهل التصنيف : إنه يجعل الاسم أخص من المسمى.
فما معنى تخصيص سورة البقرة بهذا الاسم وقد ذكر فيها. على سبيل المثال ـ هاروت وماروت ، وتحويل القبلة ، والقصاص ، والصيام ، والإيلاء ، والرضاع ، والتحريم الصريح للربا كله ، وآية الدّين ، بما لم يذكر