قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ١١ ]

80/330
*

شكوت إلى وكيع سوء حفظي

فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأنّ العلم نور

ونور الله لا يهدي لعاصي

الثالث : يستفاد من قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ، على أنّ التوكّل على الله تعالى منضما إلى تقوى العبد التي هي عمله ومن كسبه ، هو السبب في كمال العبد والوصول إلى المقامات العالية ، وأنّه لا يمكن للمؤمن الاستغناء عن توفيقه عزوجل في الهداية والعمل بالميثاق.

وإنّما قدّم عزوجل «التقوى» ، لأنّها من عمل العبد ، وبدونه لا يمكن أن يتحقّق التوكّل ، فإنّ تركه والاعتماد على التوكّل لا يسمّى توكّلا ، بل هو من الأماني التي حذّرنا الله تعالى منها ، وهي من سبل غواية الشيطان.

ومن هذه الآية المباركة نستفيد جملة من شروط التوكّل التي تقدّم الكلام فيه ، منها العمل والاعتماد عليه وحده دون غيره من الأسباب ، لا استقلالا ولا اشتراكا ، راجع بحث التوكّل في ضمن الآية المباركة : (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٦٠].

الرابع : يستفاد من الآيات الشريفة أنّ من أهمّ ثمرات العمل بالمواثيق هي معيّة الله تعالى للعاملين ، رعاية وحفظا وتربيبا وهداية دنيا وآخرة ، وهي من أعظم الأمور في حياة المؤمن الماديّة والمعنويّة.

بحث روائي :

في المجمع للطبرسي عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى :(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ) : «انّ المراد بالميثاق ما بيّن لهم في حجّة الوداع ، من تحريم المحرّمات وكيفيّة الطهارة وفرض الولاية».

أقول : الرواية من باب ذكر أجلى المصاديق وأكملها ، لأنّ ما بيّنه صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّة الوداع من إكمال الدين الذي يوجب السعادة والوصول إلى الكمال المنشود في