شَهِدْنا) [سورة الأعراف ، الآية : ١٧٢] ، وهم الأولياء ، أي : أهل الصف الأوّل ـ كما هو المصطلح عند العرفاء ـ.
وأهل الصف الثاني آمنوا إذا شاهدوا ، فمرتبتهم وإن كانت راقية ولكنها دون مرتبة الصف الأوّل ، كما هو واضح وهم الخواص.
وأهل الصف الثالث آمنوا بعد ما سمعوا الخطاب سماع فهم ورواية ، وهم المرتبة النازلة عن المرتبتين ، وهم المسلمون وعوام المؤمنين.
وأهل الصف الرابع آمنوا تقليدا لا تحقيقا ، لأنّهم ما عاينوا ، ولا شاهدوا ، ولا سمعوا ، فكانوا بعيدين عن خطاب الحقّ فلم يسمعوه ، وإنّما انتظروا ولم يؤمنوا حتّى سمعوا جواب أهل الصفوف ، وكان سماعهم سماع قهر ونكاية ، وهم المنافقون المذنبون.
وأهل الصف الخامس وهم اعترفوا ثمّ أنكروا ، لقربهم إلى الشيطان وبعدهم عن الرحمن ، وهم الكافرون.
وأهل الصفوف آمنوا في ذلك العالم ـ بالعيان أو المشاهدة ، أو السماع ، أو التقليد ـ كذلك آمنوا في هذا العالم حسب ذلك الإيمان ، كما سيأتي في قوله تعالى : (وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا).
ولعلّ المراد من قوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ) من نوم الغفلة ، وخرجتم من ظلمات الجهالة ، وانتبهتم من رقدة الفرقة ومن عتاب الأحبّة ، (إِلَى الصَّلاةِ) التي بها تصفي النفوس من لوث الأشباح ، وهي المعراج للرجوع إلى مقام القرب ، وإنّها أرق وأصفى من المناجاة مع الربّ :
ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا |
|
سرّ أرقّ من النسيم إذا سرى |
وفي الحديث عن نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : «انّ العبد إذا قام إلى الصلاة رفع الله الحجاب بينه وبينه وواجهه بوجهه ، وقامت الملائكة يصلّون بصلاته» ، فإذا تمّت