تتعدّد بتعدّد المشتري ، أو وكّل رجل رجلين بالبيع أو الشراء؟ فيه للشافعيّة وجوه :
أحدها : أنّ الاعتبار بالعاقد ، لأنّ أحكام العقد تتعلّق به ، ولهذا يعتبر رؤيته دون رؤية الموكّل ، وخيار المجلس يتعلّق به دون الموكّل.
والثاني : أنّ الاعتبار بالمعقود له ، لأنّ الملك يثبت له.
والثالث : أنّ الاعتبار في طرف البيع بالمعقود له ، وفي طرف الشراء بالعاقد.
والفرق : أنّ العقد يتمّ في جانب الشراء بالمباشر دون المعقود له ، وفي جانب البيع لا يتمّ بالمباشر حتى لو أنكر المعقود له الإذن ، بطل البيع.
وهذا الفرق إنّما يتمّ فيما إذا كان الشراء بثمن في الذمّة ، أمّا إذا وكّله في الشراء بمعيّن ، فهو كالوكيل بالبيع.
والرابع : أنّ الاعتبار في جانب الشراء بالموكّل ، وفي البيع بهما جميعا ، فأيّهما تعدّد تعدّد العقد ، لأنّ العقد يتعدّد بتعدّد الموكّل في حقّ الشفيع ، ولا يتعدّد بتعدّد الوكيل حتى لو اشترى الواحد شقصا لاثنين ، كان للشفيع أن يأخذ حصّة أحدهما ، وبالعكس لو اشترى وكيلان شقصا لواحد ، لم يجز للشفيع أخذ بعضه ، وفي جانب البيع حكم تعدّد الوكيل والموكّل واحد حتى لو باع وكيل رجلين شقصا من رجل ، ليس للشفيع أخذ بعضه ، وإذا ثبت ما ذكرناه في حكم الشفعة ، فكذا في سائر الأحكام (١).
ويتفرّع على هذه الوجوه فروع :
أ ـ لو اشترى شيئا بوكالة رجلين ، فخرج معيبا ، وقلنا : الاعتبار
__________________
(١) العزيز شرح الوجيز ٤ : ١٥٨ ـ ١٥٩ ، روضة الطالبين ٣ : ٩٨ ـ ٩٩ ، المجموع ٩ : ٣٨٥ ـ ٣٨٦.