قوله (وَلا يُقْبَلُ (١) مِنْها شَفاعَةٌ) قدّم الشّفاعة فى هذه الآية. وأخّر العدل ، وقدّم العدل فى الآية (٢) الأخرى من هذه السورة وأخر الشفاعة. وإنما قدم الشفاعة قطعا لطمع من زعم أن آباءهم تشفع لهم ، وأن الأصنام شفعاؤهم عند الله ، وأخرها فى الآية الأخرى لأنّ التقدير فى الآيتين معا لا يقبل منها شفاعة فتنفعها تلك الشفاعة ؛ لأنّ النفع بعد القبول. وقدّم العدل فى الآية الأخرى ليكون لفظ القبول مقدّما فيها.
قوله : (يُذَبِّحُونَ) (٣) بغير واو هنا على البدل من (يَسُومُونَكُمْ) ومثله فى الأعراف (يُقَتِّلُونَ)(٤) وفى إبراهيم (وَيُذَبِّحُونَ)(٥) بالواو لأن ما فى هذه السورة والأعراف من كلام الله تعالى ، فلم يرد تعداد المحن عليهم ، والّذى فى إبراهيم من كلام موسى ، فعدّد (٦) المحن عليهم ، وكان مأمورا بذلك فى قوله (وَذَكِّرْهُمْ (٧) بِأَيَّامِ اللهِ).
قوله (وَلكِنْ كانُوا (٨) أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) هاهنا وفى الأعراف (٩) ، وقال فى آل عمران (وَلكِنْ (١٠) أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) لأنّ ما فى السّورتين إخبار عن قوم فاتوا (١١) وانقرضوا [وما (١٢) فى آل عمران] حكاية حال.
قوله (وَإِذْ (١٣) قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) بالفاء ، وفى الأعراف (وَكُلُوا) (١٤) بالواو ؛ لأن الدّخول سريع الانقضاء فيعقبه الأكل ، وفى
__________________
(١) الآية ٤٨
(٢) الآية ١٢٣
(٣) الآية ٤٩
(٤) الآية ١٤١
(٥) الآية ٦
(٦) أ : «فعد»
(٧) الآية ٥ سورة ابراهيم
(٨) الآية ٥٧
(٩) الآية ١٦٠
(١٠) الآية ١١٧
(١١) فى كتاب شيخ الاسلام على هامش تفسير الخطيب ١ / ٣٨ : «ماتوا»
(١٢) زيادة اقتضاها السياق.
(١٣) الآية ٥٨
(١٤) الآية ١٦١