مع ذكرهم ، فقال : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وهم النبيّون والمؤمنون. ولهذا كرّر أيضا فى قوله (إِلى (١) صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ) لأنّه ذكر المكان المهيّأ (٢) وقوله ليس بتكرار لأنّ كلّ واحد منهما متّصل بفعل غير الآخر ، وهو الإنعام والغضب ، وكلّ واحد منهما يقتضيه ، وما كان هذا سبيليه فليس بتكرار ، ولا من المتشابه. والله أعلم.
وأمّا فضلها وشرفها فعن حذيفة يرفعه إلى النبىّ صلىاللهعليهوسلم قال : (إنّ (٣) القوم ليبعث الله عزوجل عليهم العذاب حتما مقضيّا (٤) فيقرأ صبىّ من صبيانهم فى الكتّاب : الحمد لله ربّ العالمين ، فيسمعه الله عزوجل ، فيرفع عنهم بذلك (٥) العذاب أربعين سنة) وروى عن (٦) الحسن (٧) أنه قال : أنزل الله مائة وأربعة كتب من السّماء ، أودع علومها أربعة منها : التّوراة والإنجيل والزّبور والفرقان ، ثمّ أودع علوم القرآن المفصّل ، ثم أودع علوم (٨) المفصّل فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير كتب الله المنزّلة. ومن قرأها فكأنّما قرأ التّوراة ، والإنجيل ، والزّبور ، والفرقان. وقال جبرئيل عند نزوله بهذه السّورة : يا محمّد ، ما زلت خائفا على أمّتك حتّى نزلت بفاتحة الكتاب ؛ فأمنت
__________________
(١) الآيتان ٥٢ ، ٥٣ سورة الشورى
(٢) يظهر أن فى الكلام سقطا والأصل : لأنه ذكر المكان المهيأ ولم بذكر من هيأه وعبده.
(٣) فى الشهاب على البيضاوى ١ / ١٥٢ : «وهذا الحديث أسنده الثعلبى ، وقال العراقى انه موضوع. وقيل : انه ضعيف».
(٤) أ ، ب : «مقتضيا»
(٥) سقط فى ب
(٦) سقط فى ب
(٧) هو الحسن البصرى من سادات التابعين ، واشتهر بالوعظ والفصاحة. كانت وفاته سنة ١١٠ ه. وانظر ابن خلكان.
(٨) سقط فى ب