الناسخ والمنسوخ :
فيها من المنسوخ آيتان (فَذَرْهُمْ (١) يَخُوضُوا) وقوله : (فَاصْفَحْ (٢) عَنْهُمْ) م آية السّيف ن
المتشابهات :
قوله تعالى : (ما لَهُمْ (٣) بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) ، وفى الجاثية : (إِنْ هُمْ (٤) إِلَّا يَظُنُّونَ) ، لأنّ [ما] فى هذه السّورة متّصل بقوله : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ) [الآية](٥) والمعنى أنّهم قالوا : الملائكة بنات الله ، وإنّ الله قد شاء منا عبادتنا إيّاهم. وهذا جهل منهم وكذب. فقال ـ سبحانه ـ : (ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) أى يكذبون. وفى الجاثية خلطوا الصّدق بالكذب ؛ فإن قولهم : نموت ونحيا صدق ؛ فإن المعنى :
يموت السّلف ويحيا الخلف ، وهو كذلك إلى أن تقوم السّاعة. وكذبوا فى إنكارهم البعث ، وقولهم : ما يهلكنا إلّا الدّهر. ولهذا قال : (إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) أى هم شاكّون فيما يقولون.
قوله : (وَإِنَّا (٦) عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) ، وبعده : (مُقْتَدُونَ) خصّ الأول بالاهتداء ؛ لأنه كلام العرب فى محاجّتهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وادّعائهم أن آباءهم كانوا مهتدين فنحن مهتدون. ولهذا قال عقيبه : (قالَ (٧) أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى). والثانى حكاية عمّن كان قبلهم من الكفّار ،
__________________
(١) الآية ٨٣.
(٢) آخر السورة.
(٣) الآية ٢٠.
(٤) الآية ٢٤.
(٥) زيادة من الكرمانى.
(٦) الآية ٢٢
(٧) الآية ٢٤. وقد أورد المؤلف الآية بقراءة غير ابن عامر وحفص (قل) بصيغة الأمر أما هما فعندهما (قالَ) بصيغة الماضى. وانظر الاتحاف.