ومما يدخل فى هذا الفصل أنه كان يحبّ الانتساب إلى الحرم المكّىّ : لإقامته فيه مرارا ، كما سبق. فكان يكتب : «الملتجئ إلى حرم الله تعالى». وفى تاج العروس فى آخره أنه وجد فى بعض النسخ : «قال مؤلفه الملتجئ إلى حرم الله محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ...» ويقول السخاوى وغيره : إنه كان يقتدى فى هذا بالصاغانى الحسن بن محمد المتوفى فى بغداد سنة ٦٥٠ ، أى قبل سقوط بغداد واستيلاء التتار عليها بست سنوات. وقد كان المجد يقتدى بالصاغانى ، ويعتمد عليه فى اللغة وغيرها. ونرى أن الصاغانىّ الذى قدّرت وفاته فى بغداد كان أوصى أن يدفن فى مكة ، فنقل إليها تنفيذا لوصيّته.
وفاة المجد :
كانت وفاته فى ليلة الثلاثاء العشرين من شوال سنة ٨١٧ ه (أول يناير سنة ١٤١٥). ويقول الفاسى : «وما ذكرناه من تاريخ ليلة موته موافق لرؤية أهل زبيد لهلال شوّال. وعلى رؤية أهل عدن وغيرهم يكون موته فى ليلة تاسع عشر شوّال» يريد أن أول شوّال كان عند أهل زبيد يوم الخميس ، وعند غيرهم يوم الجمعة ، وهو الموافق لما فى التوفيقات الإلهامية.
وقد مات ممتّعا بسمعه وبصره ، فقد قرأ خطّا (١) دقيقا قبل موته بيسير ، ودفن بمقبرة الشيخ إسماعيل الجبرتى فى زبيد.
__________________
(١) العقد الثمين ٢ / ٤٠٠