يسجد عليه والأصل في المسجد هو موضع السجود ، وفي العرف يعبر به عن البيت المهيئ لصلاة الجماعة فيه.
فصل : قوله (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ) الاية : ١٨.
يدخل في عمارة المساجد عمارتها بالصلاة فيها والذكر لله والعبادة له ، لان تجديد أحوال الطاعة لله من أوكد الأسباب التي تكون بها عامرة ، كما أن إهمالها من أوكد الأسباب في إخراجها.
فصل : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) الاية : ١٩.
خاطب الله تعالى بهذه الاية قوما جعلوا القيام بسقي الحجيج وعمارة المسجد الحرام من الكفار مع مقامهم على الكفر مساويا ، أو أفضل من ايمان من آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله ، فأخبر تعالى أنهما لا يستويان عند الله في الفضل.
والسقاية : آلة يتخذ لسقي الماء. وقيل : كانوا يسقون الحجيج الماء والشراب.
وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام أن الاية نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام والعباس رضي الله عنه.
وروى الطبري بإسناده عن ابن عباس أنها نزلت في العباس حين قال يوم بدر : ان سبقتمونا الى الإسلام والهجرة لم تسبقونا الى سقاية الحاج وسدنة البيت فأنزل الله الاية.
فصل : قوله (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ) الاية : ٢٠.
فان قيل : كيف قال (أَعْظَمُ دَرَجَةً) من الكفار بالسقاية والسدانة؟
قلنا : على ما روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام وابن عباس وغيرهم