بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ) الاية : ٧٠.
يعني : هؤلاء الكفار الذين وصفهم انهم اتخذوا دين الله لعبا ولهوا ، لأنه لا معنى لمحاجة من كانت هذه سبيله ، لأنه لاعب عابث لا يصغى لما يقال له ، فالمتكلم له والمحتج عليه غير منتفع ولا نافع.
معنى «لا تبسل نفس بما كسبت ، أي : تدفع الى الهلكة على وجه الغفلة ويسلم لعملها غير قادرة على التخلص ، قال الشاعر في الغريب المصنف (١) :
وابسالي بني بغير جرم |
|
بغوناه ولا بدم مراق (٢) |
أي : إبسالي إياه بغوناه اجترمناه والبعو الجناية ، وقيل : معنى تبسل ترهن ويسلم لعمله ، قال الأخفش : معنى «تبسل» تجازى.
فصل : قوله (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) الاية : ٧٣.
معنى الصور قيل : فيه قولان : أحدهما ـ هو ما عليه أكثر المفسرين من أنه اسم لقرن ينفخ فيه الملك ، فيكون منه الصوت الذي يصعق له أهل السماوات وأهل الأرض ، ثم ينفخ فيه نفخة أخرى للنشور ، وهو الذي اختاره البلخي والجبائي والزجاج والطبري.
والثاني : انه جمع صورة ، مثل قولهم سورة وسور ، اختاره أبو عبيدة.
فصل : قوله (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً) الاية : ٧٤.
قرأ أكثر القراء آزر بنصب الراء ، وقرأ أبو بريد المدني والحسن البصري ويعقوب بالضم ، فمن قرأ بالنصب جعل آزر في موضع خفض بدلا من أبيه ، ومن قرأ بالضم جعله منادى مفردا ، وتقديره : يا آزر.
قال الزجاج : لا خلاف بين أهل النسب أن اسم أبي ابراهيم تارخ ، والذي
__________________
(١). في التبيان : المضيف.
(٢). مجاز القرآن ١ / ١٤٩.