الاية : ٩٢.
وقوله (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ) يعني : بالقرآن. ويحتمل أن يكون كناية عن محمد صلىاللهعليهوآله لدلالة الكلام عليه ، وهذا يقوى مذهبنا في أنه لا يجوز أن يكون مؤمنا ببعض ما أوجب الله عليه دون بعض ، وبين أنهم «على صلاتهم» يعني على أوقات صلواتهم يحافظون ، بمعنى يراعون أوقاتها ليؤدوها في الأوقات ويقيموا بإتمام ركوعها وسجودها وجميع فرائضها.
وقيل : سميت مكة أم القرى ، لأنها أول موضع سكن في الأرض. وقيل لان الأرض كلها دحيت من تحتها فكانت أما لها.
فصل : قوله (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) الاية : ٩٤.
المراد لقد تقطع وصلكم بما كنتم تتألفون عليه.
فان قيل : كيف جاز أن يكون بمعنى الوصل؟ وأصله الافتراق والتباين ، وعلى هذا قالوا بأن الخليط إذا فارق ، وفي الحديث : ما بان من الحي فهو ميتة.
قيل : انه لما استعمل مع الشيئين المتلابسين ، نحو بيني وبينك شركة وبيني وبينه صداقة ورحم صار لذلك بمنزلة الوصلة وعلى خلاف الفرقة فلذلك صار «لقد تقطع بينكم» بمعنى لقد تقطع وصلكم.
فصل : قوله (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) الاية ٩٦.
اختلفوا في معناه ، فقال ابن عباس والسدي والربيع وقتادة ومجاهد والجبائي : انهما يجريان في أفلاكهما بحساب تقطع الشمس الفلك في سنة ويقطعها القمر في شهر بتقدير قدره الله تعالى ، فهو كقوله و (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (١) وقوله
__________________
(١). سورة الرحمن : ٥.